صفحة جزء
23839 [ ص: 214 ] 10413 - (24360) - (6\65) عن عائشة قالت: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة اشتكى أصحابه، واشتكى أبو بكر، وعامر بن فهيرة، مولى أبي بكر، وبلال، فاستأذنت عائشة النبي صلى الله عليه وسلم في عيادتهم، فأذن لها، فقالت لأبي بكر: كيف تجدك؟ فقال:


كل امرئ مصبح في أهله والموت أدنى من شراك نعله



وسألت عامرا، فقال:


إني وجدت الموت قبل ذوقه     إن الجبان حتفه من فوقه



وسألت بلالا، فقال:


يا ليت شعري هل أبيتن ليلة     بفج وحولي إذخر وجليل



فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته بقولهم، فنظر إلى السماء، وقال:
اللهم حبب إلينا المدينة، كما حببت إلينا مكة وأشد، اللهم بارك لنا في صاعها، وفي مدها، وانقل وباءها إلى مهيعة " وهي الجحفة كما زعموا.



* قوله: "والجبان حتفه": أي: موته؟ أي: إنه لا يباشر أسباب الموت حتى يجيئه الموت من بين يديه، وإنما يجيئه الموت بالغلبة والقهر من السماء.

* "بفخ": موضع عند مكة.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية