صفحة جزء
25874 10859 - (26413) - (6\282) عن عائشة، قالت: أقبلت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: " مرحبا بابنتي ". ثم أجلسها عن يمينه، أو عن شماله، ثم إنه أسر إليها حديثا، فبكت، فقلت لها: استخصك رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديثه ثم تبكين ثم إنه أسر إليها حديثا فضحكت، فقلت: ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن، فسألتها عما قال، فقالت: ما كنت لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا قبض النبي صلى الله عليه وسلم. سألتها، فقالت: إنه أسر إلي، فقال: " إن جبريل، عليه السلام، كان يعارضني بالقرآن في كل عام مرة، وإنه عارضني به العام مرتين، ولا أراه إلا قد حضر أجلي، وإنك أول أهل بيتي لحوقا بي، ونعم [ ص: 409 ] السلف أنا لك " فبكيت لذلك ، ثم قال: " ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء هذه الأمة، أو نساء المؤمنين،؟ " قالت: فضحكت لذلك.


* قوله: "وإنك أول أهلي بي لحوقا، ونعم السلف أنا لك": قد اختلفت الروايات في محل هذا اللفظ، وفي سبب السرور، ففي بعضه": أنه قاله حين ذكر لها حضور الأجل، وفي بعض آخر: أنه قاله حين بشرها بالسيادة، وكذا في بعض الروايات: أن سبب السرور كان هو التبشير بالسيادة، وفي البعض: أن السبب هو التبشير بكونها أول أهل تلحق به، والظاهر أنه قال لها مرتين: مرة حين ذكر لها حضور الأجل؛ لتخفيف الحزن بعلة الفراق، وأخرى حين بشرها بالسيادة؛ لبيان أن الوصول إلى تلك السيادة قريب، وأن الفراق بينهم قليل، فأولا: كان المقام مقام الحزن، فما حصل به الفرح، وثانيا: كان المقام مقام السرور، فحصل الفرح بمجموع السيادة، وكونها [أول] أهل تلحق به، ثم وقع الاختصار في الروايات، فصارت بعض الروايات توهم أن السبب هو البشارة بالسيادة، وبعضها توهم أن السبب هو البشارة بكونها أول أهل تلحق به، وكذلك اختلفت الروايات في أن هذا اللفظ قاله لها أولا أو آخرا، والكل صحيح بلا إشكال، والله تعالى أعلم.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية