صفحة جزء
25887 10866 - (26426) - (6\284) عن ابن عمر، قال: لقيت ابن صائد مرتين، فأما مرة فلقيته ومعه بعض أصحابه، فقلت لبعضهم: نشدتكم بالله إن سألتكم عن شيء لتصدقني؟ قالوا: نعم، قال: قلت: أتحدثون أنه هو؟ قالوا: لا، قلت: كذبتم والله، لقد حدثني بعضكم وهو يومئذ أقلكم مالا وولدا أنه لا يموت حتى يكون أكثركم مالا وولدا، وهو اليوم كذلك، قال: فتحدثنا ثم فارقته، ثم لقيته مرة أخرى وقد تغيرت عينه، فقلت: متى فعلت عينك ما أرى؟ قال: لا أدري. قلت: لا تدري وهي في رأسك؟ فقال: ما تريد مني يا ابن عمر؟ إن شاء الله تعالى أن يخلقه من عصاك هذه خلقه. ونخر كأشد نخير حمار سمعته قط، فزعم بعض أصحابي أني ضربته بعصا كانت معي حتى تكسرت، وأما أنا فوالله ما شعرت. قال: فدخل على أخته حفصة فأخبرها، فقالت: ما تريد منه؟ أما علمت أنه قال، تعني النبي صلى الله عليه وسلم، " إن أول ما يبعثه الله على الناس غضبة يغضبها"


* قوله: "إن سألتكم عن شيء لتصدقني": صيغة المفرد المخاطب من الصدق، لا التصديق؛ أي: لتتكلم معي بالصدق، خاطب واحدا منهم، فلذا أفرد، ولما سمع الجماعة بذلك، أجاب الكل، فقالوا: نعم.

ويحتمل أن يكون صيغة جمع - بالنون الثقيلة! ثم هو أيضا خاطب الكل، فقال:

[ ص: 414 ]

* "أتحدثون؟": أي: أتتحدثون فيما بينكم؛ من التحدث - بحذف إحدى التاءين - لا من التحديث.

* كذبتم": أي: كيف خفي عليكم ذلك، والحال أنه أمر ظاهر؛ لظهور علاماته جدا، مع أنكم تتفطنون ببعض العلامات، أو بالسحر والكهانة لما هو أخفى من ذلك؛ ككون هذا لا يموت إلا بعد كذا وكذا؟! والله تعالى أعلم.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية