صفحة جزء
25989 10904 - (26528) - (6\295) عن ضبة بن محصن، عن أم سلمة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنه ستكون أمراء تعرفون وتنكرون ، فمن أنكر، فقد برئ، ومن كره، فقد سلم، ولكن من رضي وتابع " قالوا: يا رسول الله، أفلا نقاتلهم؟ قال: " لا، ما صلوا لكم الخمس".


* قوله: "تعرفون وتنكرون": المشهور أنهما بلفظ الخطاب، فالمعنى: أنكم تعرفون بعض أفعالهم بأنها حسنة، وتنكرون بعضا؛ لأنها قبيحة.

* "فمن أنكر": باللسان عليهم تلك الأفعال القبيحة، فقد برئ مما عليه من [ ص: 433 ] العهدة في النهي عن المنكر، ومن لم ينكر باللسان، إلا أنه كره بالقلب، فهو سالم من الهلاك أيضا، ولكن من رضي بأعمالهم القبيحة، ووافقهم على ذلك، فهو الهالك، أو المشارك معهم في السوء، وجوز أن قوله: "يعرفون وينكرون" بلفظ الغيبة، والضمير للأئمة، والمعنى: أنهم يعرفون الحق وينكرونه، فمعنى "برئ" أي: من الحق، وقوله: "ومن كره" أي: ثقل عليه العمل بالحق، لكنه ما أنكر.

* قوله: "ولكن من رضي": أي: ولكن صاحب الخير هو من رضي بالحق وتابعه في العمل، والله تعالى أعلم.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية