صفحة جزء
2037 1180 - (2036) - (1 \ 230) عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع : "يا أيها الناس ! أي يوم هذا ؟ " ، قالوا : هذا يوم حرام . قال : "أي بلد

[ ص: 336 ] هذا ؟ " ، قالوا : بلد حرام . قال : "فأي شهر هذا ؟" قالوا : شهر حرام . قال : "
إن أموالكم ودماءكم وأعراضكم عليكم حرام ، كحرمة يومكم هذا ، في بلدكم هذا ، في شهركم هذا " ، ثم أعادها مرارا ، ثم رفع رأسه إلى السماء فقال : "اللهم هل بلغت" مرارا ، قال : يقول ابن عباس : والله إنها لوصية إلى ربه - عز وجل - ، ثم قال : "ألا فليبلغ الشاهد الغائب ، لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض " .



* قوله : "إن أموالكم ودماءكم . . . إلخ " : قيل تقديره : أخذ أموالكم ، وسفك دمائكم ; إذ الذوات لا توصف بتحريم ولا بتحليل ، فيقدر في كل ما يناسبه .

قلت : يمكن أن يقدر واحد عام ، فيحمل بالنظر إلى كل واحد على ما يليق به ; كتناول دمائكم ، وتعرضها ، ثم ليس الكلام من مقابلة الجمع للجمع لإفادة التوزيع حتى يصير المعنى : أن دم كل أحد وماله حرام عليه ، بل قوله : "دماءكم" لإفادة العموم ; أي : دم كل أحد حرام عليه وعلى غيره ، "وأموالكم" لإفادة أن مال كل أحد حرام على غيره ، ويمكن أن يقال : المعنى : أن دم كل أحد وماله حرام على غيره .

وأما حرمة الدم على نفسه ، فليس بمقصودة في هذا الحديث ، وإنما هو معلوم من خارج ، وذلك لأن تعرض المرء دم نفسه ممنوع طبعا ، فلا حاجة إلى ذكره إلا نادرا .

* "لوصية " : يحتمل أن المراد بها الإشهاد ، أو تفويض أمر الأمة إلى الله تعالى بأنه ما قصر في التبليغ ، فما بقي إلا التوفيق منه تعالى ليعملوا بما علموا .

* "كفارا " : أي : كالكفار ، وجملة "يضرب" بيان له ، ونصب كفارا على الحالية ، أو الخبرية ; إذ المعنى : لا تصيروا .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية