صفحة جزء
2043 1186 - (2042) - (1 \ 230 - 231) عن ابن عباس ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض الكتاب على جبريل - عليه السلام - في كل رمضان ، فإذا أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليلة التي يعرض فيها ما يعرض ، أصبح وهو أجود من الريح المرسلة ، لا يسأل عن شيء إلا أعطاه ، فلما كان في الشهر الذي هلك بعده ، عرض عليه عرضتين .


* قوله : "من الريح المرسلة " : أي : المتروكة على طبعها في الهبوب ، قيل : يحتمل أن يكون زيادة الجود بمجرد لقاء جبريل ، أو بمدارسة آيات القرآن ; لما فيه من الحث على مكارم الأخلاق ، والثاني أوجه ، كيف والنبي صلى الله عليه وسلم - على مذهب أهل الحق - أفضل من جبريل ؟ فما جالس الأفضل إلا المفضول .

قلت : لكن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم القرآن في صلاة الليل وغيرها كانت دائمة .

ويمكن أن يكون لنزول جبريل عن الله تعالى كل ليلة تأثير ، أو تكون مكارم الأخلاق ; كالجود وغيره في الملائكة أتم ; لكونها جبلية ، وهذا لا ينافي أفضلية الأنبياء - عليهم السلام - باعتبار كثرة الثواب على الأعمال ، أو يقال : زيادة الجود كان بمجموع اللقاء والمدارسة ، أو يقال : إنه صلى الله عليه وسلم كان يختار الإكثار في

[ ص: 340 ] الجود في رمضان لفضله
، أو لشكر نزول جبريل عليه كل ليلة ، فاتفق مقارنة ذلك بنزول جبريل ، والله تعالى أعلم .

* "هلك بعده " : أي : توفي بعده .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية