صفحة جزء
2072 1212 - (2071) - (1 \ 233) عن ابن عباس : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذ بن جبل إلى اليمن ، قال : " إنك تأتي قوما أهل كتاب ، فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله ، وأني رسول الله ، فإن هم أطاعوك . لذلك ، فأعلمهم أن الله - عز وجل - افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة ، فإن أطاعوا لذلك ، فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم تؤخذ من أغنيائهم وترد في فقرائهم ، فإن هم أطاعوك لذلك ، فإياك وكرائم أموالهم ، واتق دعوة المظلوم ; فإنها ليس بينها وبين الله - عز وجل - حجاب " .


* قوله : "فادعهم إلى شهادة . . . إلخ " : أراد أن يدعوهم إلى الإسلام بالتدريج ; لأنه أقرب إلى الطاعة والقبول ; بخلاف ما لو عرض عليهم دينا مخالفا لدينهم في أشياء كثيرة ; فإن ذلك ينفرهم ويبعدهم عن القبول ، فلا دلالة في الحديث على أن التكليف بالفروع بعد الإيمان ، كيف وقد أخر الدعوة إلى الزكاة عن الدعوة إلى الصلاة ، مع أن التكليف بالزكاة لا يتأخر عن التكليف بالصلاة .

* "فأعلمهم " : من الإعلام .

* "وترد " . . . إلخ " : يدل على وجوب رد الزكاة إلى فقراء من أخذت منهم ، وأنه لا يجوز إخراجها إلى غيرهم إلا لضرورة ; كعدم فقير فيهم ، إلا أن يجعل الضمير للمسلمين مطلقا .

[ ص: 351 ] * "كرائم أموالهم " : جمع كريمة ، وهي خيار المال وأفضله .

* "واتق دعوة المظلوم " : أريد به : اتق الظلم ; خوفا من دعوته عليك ، وهذا لزيادة التأكيد ، وإلا فلا بد من اتقاء الظلم ، لكونه حراما ، وإن لم يخف دعوة صاحبه .

* "وبين الله " : أي : بين وصولها إلى محل الاستجابة والقبول ، وقد جاء في بعض الأحاديث : ولو كان كافرا .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية