صفحة جزء
2143 [ ص: 379 ] 1262 - (2142) - (1 \ 240) عن ابن عباس : أن رجلا أتاه ، فقال : أرأيت رجلا قتل رجلا متعمدا ؟ قال : فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما [النساء : 93] ، قال : لقد أنزلت في آخر ما نزل ، ما نسخها شيء حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما نزل وحي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : أرأيت إن تاب ، وآمن وعمل صالحا ، ثم اهتدى ؟ قال : وأنى له بالتوبة ، وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ثكلته أمه : رجل قتل رجلا متعمدا ، يجيء يوم القيامة آخذا قاتله بيمينه ، أو بيساره ، وآخذا رأسه بيمينه ، أو بشماله ، تشخب أوداجه دما في قبل العرش ، يقول : يا رب ! سل عبدك فيم قتلني ؟ " .


* قوله : "وأنى له بالتوبة " : - الباء - زائدة .

* "ثكلته أمه " : - بكسر الكاف - ; أي : فقدته ، وهذا يحتمل أن يكون من قول ابن عباس متعلق بكلامه ، ذكره ها هنا معترضا ; أي : أنى له التوبة ، ثكلته أمه ؟ ! ويحتمل أنه من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ذكره تمهيدا لما بعده ، وعلى الثاني فقوله : "رجل قتل رجلا " : خبر لمقدر ; كأنه جواب لمن قال : من هو ؟ فقال : هو رجل قتل رجلا متعمدا .

* وقوله : "يجيء يوم القيامة " : بيان للعلة ; كأنه جواب لمن قال : ما باله يدعى عليه بذلك ؟ فقال : "يجيء" ; أي : مقتوله ، وعلى الأول ، فقوله : "رجل قتل رجلا" مبتدأ ، خبره "يجيء" ; أي : يجيء مقتوله .

* "تشخب " : كمنع ونصر ; أي : تسيل .

* "في قبل العرش " : - بضمتين - : ما استقبلك منه ، ومراد ابن عباس بذكر الحديث : أنه ما يكون هذا السؤال إلا لأجل تعذيبه ، والله تعالى أعلم .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية