صفحة جزء
3240 1775 \م - (3250) - (1\347 - 348) قال ابن عباس: " أول ما اتخذت النساء المنطق من قبل أم إسماعيل، اتخذت منطقا لتعفي أثرها على سارة فذكر [ ص: 166 ] الحديث".

قال ابن عباس: " رحم الله أم إسماعيل، لو تركت زمزم - أو قال: لو لم تغرف من الماء - لكانت زمزم عينا معينا ".

قال ابن عباس: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "
فألفى ذلك أم إسماعيل، وهي تحب الأنس، فنزلوا، وأرسلوا إلى أهليهم، فنزلوا معهم " - وقال في حديثه - : "فهبطت من الصفا، حتى إذا بلغت الوادي، رفعت طرف درعها، ثم سعت سعي الإنسان المجهود، حتى جاوزت الوادي، ثم أتت المروة فقامت عليها، ونظرت: هل ترى أحدا، فلم تر أحدا، ففعلت ذلك سبع مرات " قال ابن عباس: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "فلذلك سعي الناس بينهما".



* قوله: "أول ما اتخذت النساء المنطق من قبل أم إسماعيل": قال القسطلاني: المنطق - بكسر الميم وفتح الطاء بينهما نون ساكنة - : ما تشده المرأة على وسطها عند الشغل; لئلا تعثر في ذيلها.

وفي "النهاية": المنطق: النطاق، وهو أن تلبس المرأة ثوبها، ثم تشد وسطها بشيء، وترفع ثوبها، وترسله على الأسفل عند معاناة الأشغال; لئلا تعثر في ذيلها.

* "لتعفي": - بضم الفوقية وفتح المهملة وكسر الفاء المشددة - أي: لتخفي.

* "وتمحو أثرها": بالغيبة من عندها، أو بإشعار أنها خادمتها، ثم لا تحملها الغيرة على شيء.

قال القسطلاني: إن سارة وهبتها للخليل - عليه السلام - فحملت منه بإسماعيل، فلما وضعته، غارت، فحلفت لتقطعن منها ثلاثة أعضاء، فاتخذت هاجر منطقا، فشدت به وسطها، وهربت. [ ص: 167 ]

وقال الكرماني: إنها تزيت بزي الخدم; إشعارا بأنها خادمتها; لتستميل خاطرها، وتصلح ما فسد، يقال: عفى على ما كان منه: إذا أصلح بعد الفساد.

* "فذكر الحديث": هو حديث طويل أخرجه البخاري بطوله في "صحيحه"، والمذكور هاهنا قطعة لا تنكشف إلا بالمراجعة إلى ما هنالك.

* "معينا": - بفتح الميم - : جاريا على وجه الأرض.

* "فألقى": - بفتح الهمزة - .

* "ذلك": أي: وجد ذلك الحي الجرهمي، وهم الذين أرادوا أن ينزلوا عند أم إسماعيل.

* "وهي": أي: والحال أنها نجت.

* "الأنس": - بضم الهمزة - : ضد الوحشة; أي: تحب أن تتأنس بأحد ينزل عندها، أو - بكسر الهمزة - أي: تحب جنسها.

* "فهبطت من الصفا": أي: حين فني ما عندها من الماء، فعطشت وعطش ابنها، فانطلقت إلى الصفا لتنظر هل ترى أحدا، فما رأت، فهبطت.

* "درعها": - بكسر فسكون - أي: طرف قميصها; لئلا تعثر في ذيلها.

* "المجهود": الذي أصابه الأمر الشديد.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية