صفحة جزء
2679 1569 - (2684) - (1\294) حدثنا يزيد بن الأصم، قال: دعانا رجل، فأتى بخوان عليه ثلاثة عشر ضبا، قال: وذاك عشاء، فآكل وتارك، فلما أصبحنا غدونا على ابن عباس فسألته، فأكثر في ذلك جلساؤه، حتى قال بعضهم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا آكله ولا أحرمه". قال: فقال ابن عباس: بئس ما قلتم، إنما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم محلا ومحرما، ثم قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ميمونة، وعنده الفضل بن عباس وخالد بن الوليد وامرأة، فأتي بخوان عليه خبز، ولحم ضب، قال: فلما ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتناول، قالت له ميمونة: إنه يا رسول الله لحم ضب. فكف يده، وقال: " إنه لحم لم آكله، ولكن كلوا " قال: فأكل الفضل بن عباس وخالد بن الوليد والمرأة، قال: وقالت ميمونة: لا آكل من طعام لم يأكل منه رسول الله صلى الله عليه وسلم.


* قوله: "فآكل وتارك": أي: قمنا، أو فينا آكل وتارك; أي: أكل بعض، وترك بعض. [ ص: 55 ]

* "محللا ومحرما": أي: فكيف له أن يقول: "لا آكله ولا أحرمه " من غير بيان أنه حلال; لما فيه من الإيهام، بل لا بد أن يبين حل الشيء أو حرمته، ثم إن ترك بعد ذلك، فممكن.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية