صفحة جزء
2815 [ ص: 90 ] 1629 - (2819) - (1\309) عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لما كان ليلة أسري بي، وأصبحت بمكة، فظعت بأمري، وعرفت أن الناس مكذبي " فقعد معتزلا حزينا، قال: فمر به عدو الله أبو جهل، فجاء حتى جلس إليه، فقال له كالمستهزئ: هل كان من شيء؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نعم " قال: ما هو؟ قال: " إنه أسري بي الليلة " قال: إلى أين؟ قال: "إلى بيت المقدس؟ " قال: ثم أصبحت بين ظهرانينا؟ قال: "نعم " قال: فلم يره أنه يكذبه، مخافة أن يجحده الحديث إن دعا قومه إليه، قال: أرأيت إن دعوت قومك تحدثهم ما حدثتني؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نعم". فقال: هيا معشر بني كعب بن لؤي حتى قال: فانتفضت إليه المجالس، وجاءوا حتى جلسوا إليهما، قال: حدث قومك بما حدثتني. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني أسري بي الليلة، قالوا: إلى أين؟ قال: إلى بيت المقدس، قالوا: ثم أصبحت بين ظهرانينا؟ " قال: "نعم " قال: فمن بين مصفق، ومن بين واضع يده على رأسه، متعجبا للكذب زعم قالوا: وهل تستطيع أن تنعت لنا المسجد؟ وفي القوم من قد سافر إلى ذلك البلد، ورأى المسجد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فذهبت أنعت، فما زلت أنعت حتى التبس علي بعض النعت "، قال: "فجيء بالمسجد وأنا أنظر حتى وضع دون دار عقال أو عقيل فنعته، وأنا أنظر إليه "، قال: "وكان مع هذا نعت لم أحفظه " قال: "فقال القوم: أما النعت فوالله لقد أصاب".


* قوله: "قطعت بأمري": - بالقاف - من القطع على بناء الفاعل; أي: قطعت بما يرجع إليه أمري من تكذيب الناس إياي، وعلى هذا فقوله: "وعرفت. . . إلخ " تفسير له، أو - بالفاء والظاء المعجمتين - من فظع بالأمر; كفرح; أي: ضاق به ذرعا، وضبطه بعضهم على بناء المفعول، والله تعالى أعلم ما وجهه.

* "فلم ير": أي: أبو جهل. [ ص: 91 ]

* "أنه يكذبه": من التكذيب.

* "يجحده الحديث": ضمير الفاعل للنبي صلى الله عليه وسلم، أو للتكذيب، وضمير المفعول لأبي جهل، والحديث مفعول ثان; من جحده حقه: إذا أنكره مع علمه.

* "هيا": - بالتخفيف من حروف النداء - .

* "فانتفضت": أي: فرغت وخلصت; من نفضه.

* "بين مصفق": من التصفيق، وهو الضرب بباطن الراحة على الأخرى.

* "للكذب زعم": جمله زعم صفة الكذب على أنه في معنى النكرة; أي: لكذب زعم.

وفي "المجمع": رجاله رجال الصحيح.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية