صفحة جزء
3604 1895 - (3615) - (1\381) عن زينب، امرأة عبد الله، قالت: كان عبد الله إذا جاء من حاجة فانتهى إلى الباب، تنحنح وبزق، كراهية أن يهجم منا على شيء يكرهه، قالت: وإنه جاء ذات يوم، فتنحنح، قالت: وعندي عجوز ترقيني من الحمرة، فأدخلتها تحت السرير، فدخل، فجلس إلى جنبي، فرأى في عنقي خيطا، قال: ما هذا الخيط؟ قالت: قلت خيط أرقي لي فيه، قالت: فأخذه فقطعه، ثم قال: إن آل عبد الله لأغنياء عن الشرك، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن الرقى، والتمائم، والتولة شرك " قالت: فقلت له: لم تقول هذا وقد كانت عيني تقذف، فكنت أختلف إلى فلان اليهودي يرقيها، وكان إذا رقاها سكنت؟ قال: إنما ذلك عمل الشيطان كان ينخسها بيده، فإذا رقيتها كف عنها، إنما كان يكفيك أن تقولي كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أذهب الباس رب الناس اشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما".


[ ص: 246 ] * قوله: "ترقيني": - بكسر القاف - .

* "من الحمرة": في "القاموس": الحمرة: لون معروف، وورم من جنس الطواعين.

قلت: لعل المراد هاهنا: المعنى الثاني.

* "أرقي": الظاهر أنه للمتكلم، من رقى، ونسبت الفعل إليها; لأمرها به، وضبط على بناء المفعول من الإرقاء ولا تساعده اللغة.

* "لأغنياء عن الشرك": يريد: أنه لا حاجة لهم إلى أن يستعملوا ما هو شرك.

* "إن الرقى": - بضم الراء - مقصور، جمع رقية - بضم فسكون - : العوذة، والمراد: ما كان بأسماء الأصنام والشياطين، لا ما كان بالقرآن ونحوه.

* "والتمائم": جمع تميمة، أريد بها: الخرزات التي تعلقها النساء قي أعناق الأولاد على ظن أنها تؤثر وتدفع العين.

* "والتولة": - بكسر التاء المثناة من فوق، وفتح الواو واللام - : نوع من السحر يحبب المرأة إلى زوجها.

* "شرك": أي: من أفعال المشركين، أو لأنه قد يفضي إلى الشرك إذا اعتقد أن له تأثيرا حقيقة، وقيل: المراد: الشرك الخفي بترك التوكل والاعتماد على الله سبحانه وتعالى.

* "تقذف": على بناء الفاعل; أي: ترمي بالرمص والماء من الوجع، أو على بناء المفعول; أي: تبلغ من غاية الألم إلى أنها كأنها ترمى.

* "ينخسها": كينصر; أي: يحركها ويؤذيها. [ ص: 247 ]

* "اشفي": هكذا في النسخ، والمشهور "اشف " - بحذف حرف العلة - وهو الوجه، وأما هذا فمبني على الإشباع، أو على إعطاء المعتل حكم الصحيح.

* "لا يغادر": لا يترك.

* "سقما": - بفتحتين، أو بضم فسكون - أي: مرضا.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية