صفحة جزء
10 9 - (9) - (1 \ 4) عن عائشة أن فاطمة والعباس أتيا أبا بكر - رضي الله عنه - يلتمسان ميراثهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهما حينئذ يطلبان أرضه من فدك، وسهمه من خيبر، فقال لهم أبو بكر: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا نورث، ما تركنا صدقة، إنما يأكل آل محمد في هذا المال"، وإني والله لا أدع أمرا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنعه فيه إلا صنعته.


* قوله: "لا نورث" : على بناء المفعول.

* "ما تركنا صدقة" : - بالرفع - على أنه خبر عن الموصول، والعائد إليه في الصلة محذوف; أي: ما تركناه صدقة، وقد صحف بعض الشيعة - بنصب - "صدقة" على الحال، فقال: لا دلالة للحديث على منع الإرث، فرد بعض أهل الفهم الذي ليس له يد في صناعة النحو: بأنه لا شك عندي وعندك في أن العباس وفاطمة أعرف منا بما يصلح دليلا في هذا المطلوب، فلو لم يكن دليلا، كيف قبلاه وسكتا عنه؟ فبهت.

قلت: دلالة المعنى أعدل شاهد على بطلان ما زعمه هذا الشيعي، وكذا

[ ص: 27 ] الروايات، وأما القول بأن الحديث من أخبار الآحاد، فلا يصلح مخصصا للقرآن، فباطل:

أما أولا: فلأنه يصلح لتخصيص القرآن عند جمهور أهل الأصول.

وأما ثانيا: فلأن الحديث عند من سمعه منه صلى الله عليه وسلم مثل القرآن، وكلام الأصوليين فيمن بلغه بواسطة.

ثم الحديث قد جاء من عدة من الصحابة - رضوان الله تعالى عليهم أجمعين - .

* "إنما يأكل" : لا يخفى أن محل القصر هو الأكل لا المال، فينبغي أن يعتبر محلا للإثبات، فيعتبر النفي على مقدر بتقدير: إنما هو يأكل; أي: ليس الشأن ألا يأكل آل محمد من هذا المال، وليس لهم أن يقسموه ميراثا بينهم بعده صلى الله عليه وسلم.

* "فيه" : أي: في المال.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية