صفحة جزء
3702 [ ص: 293 ] 1977 - (3710) - (1\391) عن عبد الله بن مسعود، قال: لما انصرفنا من غزوة الحديبية، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من يحرسنا الليلة؟ " قال عبد الله: فقلت: أنا. فقال: "إنك تنام "، ثم أعاد: "من يحرسنا الليلة؟ " فقلت: أنا . حتى عاد مرارا، قلت: أنا يا رسول الله، قال: "فأنت إذا "، قال: فحرستهم، حتى إذا كان وجه الصبح، أدركني قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنك تنام "، فنمت، فما أيقظنا إلا حر الشمس في ظهورنا، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصنع كما كان يصنع من الوضوء، وركعتي الفجر، ثم صلى بنا الصبح، فلما انصرف، قال: " إن الله عز وجل، لو أراد أن لا تناموا عنها، لم تناموا، ولكن أراد أن تكونوا لمن بعدكم، فهكذا لمن نام أو نسي "، قال: ثم إن ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإبل القوم تفرقت، فخرج الناس في طلبها، فجاءوا بإبلهم، إلا ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عبد الله: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خذ هاهنا " فأخذت حيث قال لي، فوجدت زمامها قد التوى على شجرة، ما كانت لتحلها إلا يد، قال: فجئت بها النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق نبيا ، لقد وجدت زمامها ملتويا على شجرة، ما كانت لتحلها إلا يد، قال: ونزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة الفتح: إنا فتحنا لك فتحا مبينا [الفتح: 1].


* قوله: "فقلت: أنا": قد سبق أن القائل بلال، وهو المشهور، فالظاهر أن هذا من تصرف الرواة، وحمله على تعدد الواقعة بعيد; فإن وقوع هذا مرتين في سفر واحد - وهو الحديبية - بعيد; لأنه سفر قصير، والله تعالى أعلم.

* "أن تكونوا لمن بعدكم": حيث يقتدون بكم.

* "لقد وجدت زمامها ملتوي" هو من كتابة المنصوب على هيئة المرفوع، وهو كثير على نبهنا عليه، والله تعالى أعلم. [ ص: 294 ]

وفي "المجمع": فيه عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي، وقد اختلط في آخر عمره.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية