صفحة جزء
3704 1979 - (3712) - (1\391) عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن، فقال: اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو علمته أحدا من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي، إلا أذهب الله همه وحزنه، وأبدله مكانه فرحا " ، قال: فقيل: [ ص: 295 ] يا رسول الله، ألا نتعلمها؟ فقال: "بلى، ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها".


* قوله: "ولا حزن": بضم فسكون أو بفتحتين.

* "عبدك ابن عبدك": يدل على أن المراد بأحد: الذكور دون الإناث، وأنه لا يشمل آدم، بل أولاده فقط، إلا أن يقال: المراد: فقال هكذا مثلا، فتقول الأنثى: إني أمتك بنت عبدك بنت أمتك، ولو فرض أن آدم دعا بهذا الدعاء، لكان دعاه به: "اللهم إني عبدك، ناصيتي بيدك. . . إلخ" والله تعالى أعلم.

* "ناصيتي بيدك": كناية عن كمال قدرته تعالى على التصرف فيه.

* "ماض في": - بتشديد الياء - أي: نافذ حكمك في، لا راد لما قضيت.

* "عدل في": - بتشديد الياء أيضا; أي: لأنك المالك من كل الوجوه، فلا يتصور الظلم في قضائك.

* "هو لك": صفة للاسم للتعميم، مثل: ولا طائر يطير [الأنعام: 38] لما تقرر أنه إذا أجري على شيء صفة شاملة لجنسه، يعم.

* "سميت به نفسك. . . إلخ": صفة للاسم، والمعنى لوحظ معه هذه الصفة العامة لجميع الأسماء، أو إحدى هذه الصفات الثلاث المخصوصة، أعني: أنك علمته; أي: ألهمته أحدا، أو أنزلته.

* "في كتابك" أي: من الكتب السماوية، فالمراد بالكتاب: الجنس.

* "أو استأثرت به" أي: اخترته واصطفيته في علمك مخزونا عندك، وبما ذكرنا من الملاحظة ظهر التقابل، وإلا فالصفة الأولى تعم الجميع، فلا يتجه مقابلتها لباقي الثلاث، فافهم.

وقيل: قوله: "هو لك" مجمل، وما بعده تفصيل له على سبيل التنويع [ ص: 296 ] الحاصر; أي: سميت به نفسك، وألهمته عبادك بغير واسطة، وهي أسماؤه باللغات المختلفة، أو أنزلته في جنس الكتب المنزلة، أو استأثرت به فلم تلهمه، ولم تنزله، انتهى.

قلت: ولا يخفى ما فيه من أثر الإهمال; فإنه ما تعرض لمقابلة قوله: "أو علمته أحدا" مع خفائها، بل بما ذكر زادت هذه المقابلة خفاء، فليتأمل.

* "ربيع قلبي" أي: متنزهه، ومكان رعيه، وانتفاعه بأنواره وأزهاره وأشجاره وثماره المشبه بها أنواع العلم والمعارف، وأصناف الحكم والأحكام واللطائف.

* "ونور صدري": بأن يشرق به صدري فأميز حقه من باطله، وحلاله من حرامه.

* "جلاء": - بكسر جيم ومد - أي: إزالة حزني.

وفي "المجمع": رجاله رجال الصحيح، غير أبي سلمة، وقد وثقه ابن حبان.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية