صفحة جزء
3706 1981 - (3714) - (1\391 - 392) عن عبد الله بن مسعود،، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن آخر من يدخل الجنة رجل يمشي على الصراط، فينكب مرة، ويمشي مرة، وتسفعه النار مرة، فإذا جاوز الصراط، التفت إليها، فقال: تبارك الذي نجاني منك، لقد أعطاني الله ما لم يعط أحدا من الأولين والآخرين " قال: "فترفع له شجرة فينظر إليها، فيقول: يا رب، أدنني من هذه الشجرة، فأستظل بظلها، وأشرب من مائها، فيقول: أي عبدي، فلعلي إن أدنيتك منها سألتني غيرها، فيقول: لا يا رب، ويعاهد الله أن لا يسأله غيرها، والرب عز وجل يعلم أنه سيسأله، لأنه يرى ما لا صبر له - يعني عليه - فيدنيه منها، ثم ترفع له شجرة، وهي أحسن منها، فيقول: يا رب أدنني من هذه الشجرة، فأستظل بظلها، وأشرب من مائها، فيقول: أي عبدي، ألم تعاهدني ؟ يعني أنك لا تسألني غيرها فيقول: يا رب، هذه لا أسألك غيرها، ويعاهده، والرب يعلم أنه سيسأله غيرها، فيدنيه منها، فترفع له شجرة عند باب الجنة، هي أحسن منها، فيقول: رب أدنني من هذه الشجرة، أستظل بظلها، وأشرب من مائها، فيقول: أي عبدي، ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها؟ فيقول: يا رب، هذه الشجرة، لا أسألك غيرها، ويعاهده، والرب يعلم أنه سيسأله غيرها، لأنه يرى ما لا صبر له عليها، فيدنيه منها، فيسمع أصوات أهل الجنة، فيقول: يا رب، الجنة، الجنة، فيقول: أي عبدي ألم تعاهدني أنك لا تسألني غيرها؟ فيقول: يا رب أدخلني الجنة، [ ص: 298 ] قال: فيقول عز وجل: ما يصريني منك، أي عبدي؟ أيرضيك أن أعطيك من الجنة الدنيا ومثلها معها؟ " قال: "فيقول: أتهزأ بي، أي ربي وأنت رب العزة؟ " قال: فضحك عبد الله، حتى بدت نواجذه، ثم قال: ألا تسألوني لم ضحكت؟ قالوا له: لم ضحكت؟ قال: لضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا تسألوني لم ضحكت؟ " قالوا: لم ضحكت يا رسول الله؟ قال: "لضحك الرب، حين قال: أتهزأ بي، وأنت رب العزة؟!".


* قوله: "فينكب": - بتشديد الباء - أي: يسقط على وجهه.

* "وتسفعه": - بفتح حرف المضارعة وإسكان السين المهملة وفتح الفاء - أي: تضرب وجهه وتسوده، أو تؤثر فيه أثرا.

* "أدنني": من الإدناء.

* "فأستظل": - بالنصب - على أنه جواب الأمر.

* "ما لا صبر له، يعني: عليه": أي: على فراقه.

وقال النووي: أي: عنه ، فجعل "على" بمعنى "عن".

* "ما يصريني": قال النووي: هو - بفتح الياء وإسكان الصاد المهملة - معناه: يقطع مسألتك مني، قيل: والصواب: ما يصريك مني، كما في رواية، والوجه أنهما صحيحان، فإن السائل متى انقطع من السؤال انقطع المسؤول منه، والمعنى: أي شيء يرضيك ويقطع السؤال بيني وبينك؟

* "لضحك الرب تعالى": قال النووي: الضحك من الله هو الرضا والرحمة، وإرادة الخير لمن يشاء رحمته من عباده، انتهى. [ ص: 299 ]

قلت: ظاهر الحديث أنه صلى الله عليه وسلم ضحك موافقة لربه تعالى، والحمل على ما ذكر يفوت الموافقة، فالوجه في مثله التفويض، والله تعالى ولي التوفيق.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية