صفحة جزء
3710 1983 - (3718) - (1\392) عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال:: " المرء مع من أحب".


* قوله: "المرء مع من أحب": هذا الحديث من الأحاديث المشتهرة الصحيحة في المقاصد، قيل: هذا إذا أحبهم، فعمل بمثل عملهم، قال الحسن: لا تغتر يابن آدم بقول من يقول: أنت مع من أحببت; فإنه من أحب قوما تبع آثارهم، واعلم أنك لم تلحق بالأخيار حتى تتبع آثارهم، وحتى تأخذ بهديهم، وتقتدي بسنتهم، وتصبح وتمسي على مناهجهم; حرصا على أن تكون منهم، ومن ثم قال:


تعصي الإله وأنت تظهر حبه هذا لعمري في القياس بديع     لو كان حبك صادقا لأطعته
إن المحب لمن يحب مطيع

[ ص: 300 ]

وسأل رجل من أهل بغداد أبا عثمان الواعظ: متى يكون الرجل صادقا في حب مولاه؟ فقال: إذا خلا من خلافه، قال: فوضع الرجل التراب على رأسه، وصاح، فقال: كيف أدعي حبه ولم أخل طرفة عين من خلافه؟! قال: فبكى أبو عثمان وأهل المجلس، وصار أبو عثمان يقول في بكائه: صادق في حبه، مقصر في حقه.

قال البيهقي: ويشهد لقوله: صادق في حبه، قوله صلى الله عليه وسلم: "المرء مع من أحب": لمن قال له: المرء يحب القوم، ولما يلحق بهم ، ومن ثم قيل للفرزدق: أما آن لك أن تترك القذف؟! قال: والله! لله أحب إلي من عيني التي أبصر بها، أفتراه يعذبني؟! ومنه قوله: وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم [المائدة: 18] انتهى.

قلت: وكيف يشترط ذلك مع أنه إذا أتى بهذا الشرط، فهو منهم لا معهم بسبب المحبة، فليتأمل.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية