صفحة جزء
3784 2026 - (3794) - (1\400) عن عبد الله، قال: انطلق سعد معتمرا، فنزل على صفوان بن أمية بن خلف ، وكان أمية إذا انطلق إلى الشام، فمر بالمدينة، نزل على سعد، فقال أمية لسعد: انتظر، حتى إذا انتصف النهار، وغفل الناس، انطلقت فطفت، فبينما سعد يطوف، إذ أتاه أبو جهل، فقال: من هذا يطوف بالكعبة آمنا؟ قال سعد: أنا سعد: فقال أبو جهل: تطوف بالكعبة آمنا، وقد آويتم محمدا فتلاحيا، فقال أمية لسعد: لا ترفعن صوتك على أبي الحكم، فإنه سيد أهل الوادي، فقال له سعد: والله إن منعتني أن أطوف بالبيت، لأقطعن عليك متجرك إلى الشأم، فجعل أمية يقول: لا ترفعن صوتك على أبي الحكم، وجعل يمسكه، فغضب سعد، فقال: دعنا منك، " فإني سمعت محمدا يزعم أنه قاتلك ". قال: إياي؟ قال: نعم. قال: والله ما يكذب محمد، فلما خرجوا، رجع إلى امرأته، فقال : أما علمت ما قال لي اليثربي؟ فأخبرها به، فلما جاء الصريخ، وخرجوا إلى بدر، قالت امرأته: أما تذكر ما قال أخوك اليثربي؟ فأراد أن لا يخرج، فقال له أبو جهل: إنك من أشراف الوادي، فسر معنا يوما أو يومين، فسار معهم، فقتله الله عز وجل.


* قوله: "انطلق سعد": أي: ابن معاذ; كما في البخاري. [ ص: 325 ]

* "على صفوان": بل على أمية; كما في البخاري، وكأنه اعتبر النزول على الأب نزولا على الابن; لاتحاد منزلهما.

* "انطلقت": بالخطاب أو بالتكلم; أي: معك، وأما:

* قوله: "فطفت": فبالخطاب لا غير.

* "آويتم": - بالمد أفصح من القصر - أي: أنزلتموه في المنزل.

* "فتلاحيا": أي: اختصما.

* "أنه قاتلك": ظاهر السوق أن الضمير لأبي جهل، والمعنى: أنه حاملك على القتل، وعليه حمله الكرماني، وقيل: للنبي صلى الله عليه وسلم، وهو أوفق بالواقع، لكنه لا يناسب السوق، فليتأمل.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية