قال : والله ! إن مجلس بني سلمة لينظرون إليه ، وهو أحب إليهم من أعينهم ، ما يقربه رجل منهم مخافة أن يؤذوه ، فلما فرغوا ، قام وقام أصحابه ، فخرجوا بين يديه ، وكان يقول : "خلوا ظهري للملائكة" واتبعتهم حتى بلغوا أسكفة الباب . قال : وأخرجت امرأتي صدرها ، وكانت مستترة بسفيف في البيت ، قالت : يا رسول الله ! صل علي وعلى زوجي صلى الله عليك . فقال : "صلى الله عليك وعلى زوجك " .
ثم قال : "ادع لي فلانا" لغريمي الذي اشتد علي في الطلب . قال : فجاء فقال : "أيسر nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله - يعني : إلى الميسرة - طائفة من دينك الذي على أبيه ، إلى هذا الصرام المقبل " ، قال : ما أنا بفاعل . واعتل ، وقال : إنما هو مال يتامى . فقال : "أين nindex.php?page=showalam&ids=36جابر ؟ " ، فقال : أنا ذا يا رسول الله . قال : "كل له ; فإن الله سوف يوفيه " ، فنظرت إلى السماء ، فإذا الشمس قد دلكت . قال : "الصلاة يا nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر " ، فاندفعوا إلى المسجد ، فقلت : قرب أوعيتك ، فكلت له من العجوة ، فوفاه الله ، وفضل لنا من التمر كذا وكذا ، فجئت أسعى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجده كأني شرارة ، فوجدت رسول الله صلى الله عليه وسلم قد صلى ، فقلت : يا رسول الله ! ألم تر أني كلت لغريمي تمره فوفاه الله ، وفضل لنا من التمر كذا وكذا ؟ ! فقال : "أين nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب ؟ " ، فجاء يهرول ، فقال : "سل nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله عن غريمه
[ ص: 220 ] وتمره ؟ " ، فقال : ما أنا بسائله ، قد علمت أن الله سوف يوفيه ، إذ أخبرت أن الله سوف يوفيه . فكرر عليه هذه الكلمة ثلاث مرات ، كل ذلك يقول : ما أنا بسائله . وكان لا يراجع بعد المرة الثالثة ، فقال : يا nindex.php?page=showalam&ids=36جابر ! ما فعل غريمك وتمرك قال : قلت : وفاه الله ، وفضل لنا من التمر كذا وكذا .
فرجع إلى امرأته ، فقال : ألم أكن نهيتك أن تكلمي رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالت : أكنت تظن أن الله يورد رسول الله صلى الله عليه وسلم بيتي ، ثم يخرج ولا أسأله الصلاة علي وعلى زوجي قبل أن يخرج ؟ ! .
* قوله : "لا عليك أن تكون في نظاري أهل المدينة " : - بفتح نون وتشديد ظاء - ; أي : في جملة الناظرين لعاقبة الأمر من أهل المدينة .
* "أن تقتل " : على بناء المفعول ; أي : ليس المقصود البخل بك ، وإنما المقصود الشفقة على البنات بأن تكون لهن بعدي .
* "ما لم يدع القتل " : أي : ما لم يتركه القتل ; أي : ما غيره القتل .
* "ينظرني طائفة " : أي : يؤخر مطالبتها .
* "إلى هذا الصرام " : - بكسر الصاد - ; أي : إلى قطع التمر في السنة الآتية .
* "والوحى والعجل " : في "المجمع" الوحى : السرعة ، يمد ويقصر ، وينصب على الإغراء .
* "افرغ " : من الفراغ .
* "إن مجلس بني سلمة " : أي : أهله ، وهم قبيلة nindex.php?page=showalam&ids=36جابر .
* "وكان يقول " : أي : لمن تبعه ومشى خلفه : "خل ظهري " ، وفي بعض النسخ : "خلوا" بالجمع .
* "قد دلكت " : أي : زالت .
* "كأني شرارة " : أي : في السرعة .
[ ص: 221 ] * "أطير " : كما تطير شرارة النار .
* "وكان لا يراجع " : على بناء المفعول ; أي : ولذلك قال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بعد المرة الثالثة : يا nindex.php?page=showalam&ids=36جابر ! ما فعل الله ; . . . إلخ .
* "فرجع " : أي : nindex.php?page=showalam&ids=36جابر .