صفحة جزء
4849 2510 - (4864) - (2 \ 31) عن ابن عمر أنه قال: وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على القليب يوم بدر فقال: " يا فلان يا فلان، هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا؟ أما والله إنهم الآن ليسمعون كلامي "، قال يحيى: فقالت عائشة: غفر الله لأبي عبد الرحمن إنه وهل، إنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " والله إنهم ليعلمون الآن أن الذي كنت أقول لهم حقا "، وإن الله تعالى يقول: إنك لا تسمع الموتى [النمل: 80] و وما أنت بمسمع من في القبور [فاطر: 22] ".


* قوله: "يا فلان! يا فلان!": أي: وعدد هكذا أسماءهم، ولذلك قال: "هل وجدتم؟ " بالجمع.

* "إنه وهل": ضبط - بفتح الهاء - وقال بعضهم: - بفتح الهاء ويجوز كسرها - أي: غلط، وذهب وهمه إلى خلاف الواقع.

قلت: وظاهر "المشارق": أن وهل بمعنى غلط - بالفتح - وأن الغلط وذهاب الوهم شيء واحد لكن ظاهر "الصحاح" و"القاموس" أنهما معنيان، وأنه يقال: وهل في الشيء أو عن الشيء - بالكسر - : إذا غلط وسها، ووهل إلى الشيء - بالفتح - : إذا ذهب وهمك إليه وأنت تريد غيره، وكلام "المجمع" متناقض، والله تعالى أعلم.

* "إنك لا تسمع. . . إلخ": فيه أن سماع الموتى لا يقتضي إسماع النبي صلى الله عليه وسلم إياهم، بل يجوز أن يكون بإسماع الله تعالى إياهم، فلا منافاة بينه وبين الآية.

[ ص: 74 ] وقد ثبت سماع الأموات في غير هذا الحديث أيضا؛ كحديث: "إنه يسمع قرع نعالهم" فلا يتجه رده.

وقيل: إنكارها سماع الموتى إن استندت فيه إلى أن الحياة شرط في السمع، فكذا شرط في العلم، وإن كان إلى عدم الرواية، فقد صحت الرواية، ثم هو لا ينافي الآية؛ إذ المراد بالموتى في الآية: العريون عن الحياة، والحديث بعد رد الحياة إليهم، ولذلك يسمع كلام الملكين، ويذوق عذاب القبر، انتهى.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية