صفحة جزء
6473 2958 - (6509) - (2 \ 162) أنه سمع عبد الله بن عمرو، يحدث ابن عمر: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من سمع الناس بعمله، سمع الله به سامع خلقه، وصغره وحقره "، قال: فذرفت عينا عبد الله.


[ ص: 309 ]

* "الناس بعمله": يقال: سمعت بالرجل تسميعا: إذا شهرته، وسمع فلان بعمله: إذا أظهره ليسمع.

* "سمع الله به": - بتشديد الميم أيضا - .

* "سامع خلقه": اسم فاعل من سمع، وهو: - بالرفع - على أنه صفة لله، ومفعول سمع مقدر في الكلام؛ أي: سمع الله الذي هو سامع خلقه به الناس، أو المعنى: فضحه، فلا حاجة إلى تقدير مفعول، أو - بالنصب - على أنه المفعول؛ أي: سمع الله به من كان له سمع من خلقه، وروي: "أسامع خلقه" وهو جمع أسمع، جمع قلة لسمع؛ أي: إن الله يسمع به أسماع خلقه يوم القيامة.

وقيل: معناه على الأول: من سمع الناس بعمله، سمعه الله، وأراه ثوابه من غير أن يعطيه، فيكون المفعول هو الجار والمجرور؛ أعني: به.

وقيل: من أراد بعمله الناس، أسمعه الله الناس، وكان ذلك ثوابه.

وقيل: أراد أن من يفعل فعلا صالحا في السر، ثم يظهره ليسمعه الناس، ويحمد عليه، فإن الله يسمع به، ويظهر للناس غرضه، وأن عمله لم يكن خالصا.

وقيل: يريد: من نسب إلى نفسه عملا صالحا لم يفعله، وادعى خيرا لم يصنعه، فإن الله تعالى يفضحه، ويظهر كذبه، كذا ذكر في "النهاية" وغيرها.

وفي "المجمع": رواه أحمد باختصار، وسمى الطبراني الرجل، وهو: خيثمة بن عبد الرحمن، فعلى هذا رجال أحمد رجال الصحيح.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية