صفحة جزء
6539 3011 - (6575) - (2 \ 169) عن عبد الله بن عمرو، قال: أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: " أقرئني يا رسول الله، قال له: " اقرأ ثلاثا من ذات الر" فقال الرجل: كبرت سني، واشتد قلبي، وغلظ لساني، قال : " فاقرأ [ ص: 347 ] من ذات حم" فقال: مثل مقالته الأولى، فقال: " اقرأ ثلاثا من المسبحات "، فقال: مثل مقالته، فقال الرجل: ولكن أقرئني يا رسول الله سورة جامعة فأقرأه: إذا زلزلت الأرض حتى إذا فرغ منها قال الرجل: والذي بعثك بالحق، لا أزيد عليها أبدا، ثم أدبر الرجل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أفلح الرويجل، أفلح الرويجل "، ثم قال: علي به، فجاءه، فقال له: " أمرت بيوم الأضحى، جعله الله عيدا لهذه الأمة "، فقال الرجل: أرأيت إن لم أجد إلا منيحة ابني، أفأضحي بها؟ قال: " لا، ولكن تأخذ من شعرك، وتقلم أظفارك، وتقص شاربك، وتحلق عانتك، فذلك تمام أضحيتك عند الله".


* قوله: "من ذوات الر": أي: من السور المصدرة بهذا اللفظ، أعني: الر، فنسبت السورة إلى صدرها، ويحتمل أن اللفظ المذكور هو آخر صدرها، ويدل عليه أنه كتب بالألف بعد الراء، وهو خلاف ما عليه خط المصحف، والله تعالى أعلم.

* "كبرت": - بكسر الباء - .

* "الرويجل": تصغير الراجل بمعنى الماشي.

* "أمرت": على بناء المفعول، وهو يحتمل التكلم والخطاب.

* "بيوم الأضحى": أي: بالتضحية في يوم الأضحى.

* "إلا منيحة ابني": المنيحة: ما يعطيه الرجل غيره ليشرب لبنها، ثم ترد عليه، فمنعه؛ لأنه ملك الغير، وقول الرجل؛ لزعمه أن المنيحة لا ترد؛ ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: "المنيحة مردودة" والله تعالى أعلم.

[ ص: 348 ] * "تأخذ. . . إلخ": كأنه أرشده إلى أن يشارك المسلمين في العيد والسرور، وإزالة الوسخ، فذاك يكفيه إذا لم يجد الأضحية، والله تعالى أعلم.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية