صفحة جزء
6567 3037 - (6603) - (2 \ 172) عن عبد الله بن عمرو، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذكر فتان القبور، فقال عمر: أترد علينا عقولنا يا رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " نعم، كهيئتكم اليوم " فقال عمر: بفيه الحجر.


* قوله: "ذكر فتان القبور": - بضم فاء - : جمع فاتن، و - بفتحها - : صيغة مبالغة؛ كعلام، وهو المراد في الحديث؛ لأن قوله: "بفيه الحجر": يدل على الإفراد.

قيل: هو - بالفتح - من يفتن المقبور بالسؤال ويعذبه؛ أي: إن لم يجب الميت على وجهه.

* "أترد علينا عقولنا": يريد: أن الذهول عن الجواب، أو غلبة الدهشة [ ص: 365 ] والهيبة؛ بحيث لا يطيق الجواب، إنما يخاف عند وقوع الخلل في العقل، وأما عند وجوده، فلا؛ إذ لا يذهل العاقل عادة عن شيء داوم عليه مدة عمره في مقدار ما ينقل إلى قبره، وكذا لا يخاف غير الله اعتقادا أنه لا يتحرك ذرة إلا بإذنه، فأي مانع له عن الجواب؟!

* "كهيئتكم": أي: فتكونون على هيئتكم.

* "بفيه الحجر": أي: في فمه الحجر، يريد: أنا نجيبه حتى يسكت كما يسكت من بفيه الحجر.

وفي "المجمع": رواه أحمد، والطبراني في "الكبير" ورجال الطبراني رجال الصحيح.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية