صفحة جزء
6585 [ ص: 373 ] 3052 - (6622) - (2 \ 174) لقيت عبد الله بن عمرو بن العاصي، فقلت: أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة، فقال: أجل، والله إنه لموصوف في التوراة بصفته في القرآن : يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا [الأحزاب: 45] وحرزا للأميين، وأنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل، لست بفظ ولا غليظ، ولا سخاب بالأسواق - قال يونس: ولا صخاب في الأسواق - ولا يدفع السيئة بالسيئة ولكن يعفو ويغفر، ولن يقبضه حتى يقيم به الملة العوجاء، بأن يقولوا: " لا إله إلا الله، فيفتح بها أعينا عميا، وآذانا صما، وقلوبا غلفا " قال عطاء: لقيت كعبا فسألته، فما اختلفا في حرف، إلا أن كعبا يقول بلغته: أعينا عمومى، وآذانا صمومى، وقلوبا غلوفى - قال يونس: غلفا.


* قوله: " في التوراة": وكان قد قرأ التوراة.

* "يا أيها النبي. . . إلخ": لعله يكون حكاية عما أنزل الله تعالى عليه في القرآن، أو غيرها؛ إذ لا يمكن الخطاب معه صلى الله عليه وسلم في التوراة حتى أنزلت التوراة.

* "شاهدا": حال مقدرة؛ أي: للمؤمنين بتصديقهم، وعلى الكافرين بتكذيبهم.

* "وحرزا": - بكسر حاء مهملة وراء ساكنة وزاي - أي: حصنا للعرب عن غلبة العجم عليهم، أو عن غوائل الشيطان، وتسميتهم أميين؛ لأن أكثرهم لا يقرأ ولا يكتب.

* "المتوكل": أي: على ربك في كل ما يطلب فيه التوكل بأتم وجه.

* "بفظ": - بتشديد الظاء - أي: سيئ الخلق.

* "ولا غليظ": قاسي القلب، والمراد: بيان الخلق الذي جبل عليه، وهذا لا ينافي أنه كلف بالغلظ فيمن يستحق ذلك بقوله: واغلظ عليهم [التحريم: 9].

* "ولا سخاب": - بتشديد خاء معجمة بعد السين - وهي لغة في الصخاب [ ص: 374 ]

- بالصاد - أي: مبالغ في رفع الصوت، أو المكثر فيه.

* "ولن يقبضه": فيه التفات من الخطاب إلى الغيبة؛ احترازا عن المواجهة بما يدل على الموت، وفي بعض النسخ: "ليس بفظ" بصيغة الغائب، فالالتفات يكون فيه، وهو الموافق لرواية البخاري.

* "العوجاء": ملة إبراهيم التي عوجها العرب.

* "بها": أي: بهذه الكلمة، أو بتلك الملة بعد أن تصير مستقيمة، أو بإقامتها.

* "عميا": أي: عن الحق.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية