صفحة جزء
6586 3053 - (6623) - (2 \ 174) عن عبد الله بن عمرو، قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتوضأ وضوءا مكيثا ، فرفع رأسه، فنظر إلي، فقال: " ست فيكم أيتها الأمة: موت نبيكم " صلى الله عليه وسلم - فكأنما انتزع قلبي من مكانه - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " واحدة " قال: " ويفيض المال فيكم، حتى إن الرجل ليعطى عشرة آلاف، فيظل يتسخطها "، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ثنتين "، قال: " وفتنة تدخل بيت كل رجل منكم " ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ثلاث "، قال: " وموت كقعاص الغنم "، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أربع [قال] : وهدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر يجمعون لكم تسعة أشهر، كقدر حمل المرأة ، ثم يكونون أولى بالغدر منكم "، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خمس "، قال: " وفتح مدينة " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ست "، قلت يا رسول الله أي مدينة؟ قال: " قسطنطينية".


* قوله: "مكيثا": - بفتح الميم - : فعيل من المكث؛ أي: بطيئا متأنيا غير [ ص: 375 ] مستعجل، حال من فاعل "يتوضأ" أو صفة "وضوءا" على النسبة المجازية.

* "موت نبيكم": أي: عن قريب، وكان الأنبياء السابقون غالبا عاشوا دهرا طويلا، أو موت نبيكم عنكم، وبقاؤكم بعده، والغالب فيما سبق هلاك الأمم عن الأنبياء، وبقاء الأنبياء بعدهم، وبأحد التوجيهين ظهر الاختصاص المتبادر من اللفظ، ويحتمل أن المراد: بيان اختصاص مجموع الست بهذه الأمة، لا كل واحد منها، وأما حمل اللفظ على أنه إخبار عن مجرد وجود هذه الأمور في هذه الأمة من غير قصد اختصاص، فبعيد، والله تعالى أعلم.

* "ويفيض": من فاض؛ أي: يكثر.

* "ليعطى": على بناء المفعول؛ أي: يعطيه السلطان من بيت المال. * "يسخطها": تقليلا لها.

* "وفتنة تدخل": لعلها قلة الاهتمام بأمر الدين.

* "كقعاص الغنم": هو - بالضم - : داء يأخذ الغنم، لا يلبثها أن تموت.

* "وهدنة": - بضم فسكون - أي: مصالحة.

* "بني الأصفر": أي: الروم.

* "ليجمعون": هكذا في بعض النسخ، فالظاهر - فتح اللام - وفي بعضها: "يجمعون" بسقوط اللام.

وفي "المجمع": "فيجمعون" بالفاء موضع اللام، وهو أظهر؛ أي: يجمعون العساكر.

* "كقدر حمل المرأة": أي: غالبا.

* "ثم يكونون": أي: إذا تم الجمع.

* "أولى بالغدر": اعتمادا على ما جمعوا من العساكر، وأنتم ما جمعتم لهم حتى يخطر ببالكم الغدر.

[ ص: 376 ] وفي "المجمع": رواه أحمد، والطبراني، وفيه أبو جناب الكلبي، وهو مدلس.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية