صفحة جزء
6618 3080 - (6656) - (2 \ 177) عن عبد الله بن عمرو، قال: توفي رجل بالمدينة، فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: " يا ليته مات في غير مولده "، فقال رجل من الناس: لم يا رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الرجل إذا توفي في غير مولده قيس له من مولده إلى منقطع أثره، في الجنة ".


* قوله: "يا ليته مات في غير مولده": لعله صلى الله عليه وسلم لم يرد بذلك: يا ليته مات بغير المدينة، بل أراد: يا ليته كان مهاجرا غريبا بالمدينة، ومات بها؛ فإن الموت في غير مولده فيمن مات بالمدينة.

كما يتصور بأن يولد في المدينة، ويموت في غيرها، كذلك يتصور بأن يولد في غير المدينة، ويموت بها، فليكن التمني راجعا إلى هذا الشق حتى لا يخالف الحديث حديث فضل الموت بالمدينة المنورة.

* "إلى منقطع أثره": أي: إلى موضع قطع أجله، فالمراد بالأثر: الأجل؛ لأنه يتبع العمر، ذكره الطيبي.

[ ص: 393 ] قلت: أو يحتمل أن المراد: إلى منتهى سفره ومشيه.

* "في الجنة": متعلق بـ"قيس"، وظاهره أنه يعطى له في الجنة هذا القدر لأجل موته غريبا.

وقيل: المراد أنه يفسح له في قبره بهذا القدر، ودلالة اللفظ على هذا المعنى خفية، والله تعالى أعلم.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية