صفحة جزء
7119 [ ص: 61 ] 3342 - (7159) - (2 \ 231) عن أبي هريرة، قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال: يا رسول الله! أي الصدقة أعظم أجرا؟ قال: " أما وأبيك لتنبأنه: أن تصدق وأنت صحيح شحيح، تخشى الفقر، وتأمل البقاء، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا، ولفلان كذا، وقد كان لفلان".
* قوله: " أما ": - بالتخفيف - .

* " وأبيك ": قيل: هذا على عادة العرب من جري مثل هذا على اللسان بلا تعمد، والنهي عن تعمد مثله، فلا إشكال، وقيل: بل يحتمل أن يكون قبل النهي، أو هو بتقدير: وخالق أبيك; مثلا .

* " لتنبأنه ": هو من نبأ - المشدد - بمعنى: أخبر، على بناء المفعول للمخاطب مع نون الثقيلة، والضمير المنصوب للذي هو أعظم أجرا من الصدقة .

* " أن تصدق ": أي: تتصدق؟ بحذف إحدى التاءين .

* " شحيح ": بخيل; أي: من شأنك أن تبخل بالمال; لأن صحة الإنسان محل لذلك .

* " تخشى الفقر ": بالتصدق .

* " وتأمل ": - بضم الميم - ، وهو مرفوع؟ أي: ترجوه، وتطمع به، ولا شك أن البقاء يقتضي جمع المال وحفظه .

* " ولا تمهل ": - بالنصب - .

* " بلغت ": أي: الروح. قال النووي: والمراد: قاربت بلوغ الحلقوم; إذ لو بلغته حقيقة، لم يصح تصرفه بالاتفاق. [ ص: 62 ] * " وقد كان لفلان ": أي: صار له; أي: قارب أن يصير له، فالإعطاء منه ليس فيه مخالفة مقتضى النفس، بل هو كالإعطاء من مال الغير، والله تعالى أعلم .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية