صفحة جزء
7129 3352 - (7169) - (2 \ 232) عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الإمام ضامن، والمؤذن مؤتمن، اللهم أرشد الأئمة، واغفر للمؤذنين ".
* قوله: " الإمام ضامن ": ليس المراد: أن الإمام كفيل عن القوم في الصلاة; إذ صلاة القوم ليست في ذمة الإمام قطعا، بل معناه عند قوم: أن الإمام جاعل صلاة القوم في ضمن صلاته; من ضمن الشيء: إذا جعله تحت كشحه. حاصله: أن صلاة القوم تصير بالاقتداء في ضمن صلاة الإمام صحة وفسادا، لا أداء; أي: لا بمعنى أن الإمام إذا أدى صلاته، سقط عن المقتدين به الصلاة، وإن لم يؤدوا; لحصول صلاتهم ضمن صلاة الإمام، فإنه خلاف الإجماع، وإنما معناه: أنه إذا صحت صلاة الإمام، وهم أدوا صلاتهم معه، صحت صلاتهم، وإن فسدت صلاة الإمام، فسدت صلاتهم. [ ص: 71 ] ومعناه عند آخرين: أنه حامل عنهم بعض أركان الصلاة; كالقراءة عند كثير من العلماء، والقيام إذا أدركه راكعا. ومعناه عند كثير: أنه حافظ للصلاة، وعدد الركعات. وقال قوم: إنه ضامن الدعاء أن يعم به القوم، ولا يخص به نفسه .

* " مؤتمن ": - بفتح الميم الثانية - ، يقال: مؤتمن القوم لمن يتخذونه أمينا حافظا، فمعناه: أنه أمين لهم على مواقيت صلاتهم وصيامهم، أو أنه أمين على حرم الناس; لأنه يشرف المواضع العالية .

* " أرشد ": أي: وفقهم لأداء ما هو عليهم من العهدة .

* " واغفر ": أي: ما قصروا فيه من مراعاة الوقت. وفيه إشارة إلى أن المؤذن لا يخلو عن تقصير، فيحتاج إلى أن يدعى له بالمغفرة، والله تعالى أعلم .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية