صفحة جزء
441 305 - (439) - (1 \ 62) عن سالم بن أبي الجعد، قال: دعا عثمان ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيهم عمار بن ياسر، فقال: إني سائلكم، وإني أحب أن تصدقوني: نشدتكم الله أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤثر قريشا على سائر

[ ص: 254 ] الناس، ويؤثر بني هاشم على سائر قريش؟ فسكت القوم، فقال عثمان: لو أن بيدي مفاتيح الجنة لأعطيتها بني أمية حتى يدخلوا من عند آخرهم.

فبعث إلى طلحة والزبير، فقال عثمان: ألا أحدثكما عنه - يعني عمارا - ؟ أقبلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم آخذا بيدي نتمشى في البطحاء، حتى أتى على أبيه وأمه وعليه يعذبون، فقال أبو عمار: يا رسول الله، الدهر هكذا؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "
اصبر " ثم قال: " اللهم اغفر لآل ياسر، وقد فعلت " .



* قوله: "يؤثر قريشا" : بزيادة المحبة وإرادة الخير والدعاء، وإلا فهو رحمة للعالمين على العموم، فأصل المحبة منه وإرادة الخير كان عاما للكل، ومراده: أن وصل القرابة ومحبتهم من الخصال الحميدة والأخلاق المرضية الممدوحة، فليس للناس أن يعيبوه بذلك.

* "الدهر" : - بالنصب - ; أي: أنعذب الدهر هكذا.

* "وقد فعلت" : - بالفتح - يحتمل أنه إخبار بأنه استجيب دعاؤه، ويحتمل أنه تأكيد للدعاء بمنزلة آمين.

وفي "المجمع": رجاله رجال الصحيح.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية