صفحة جزء
7142 3364 - (7182) - (2 \ 233) عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من مولود يولد، إلا نخسه الشيطان، فيستهل صارخا من نخسة الشيطان، إلا ابن مريم وأمه". ثم قال أبو هريرة: اقرؤوا إن شئتم: وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم [آل عمران: 36].
* قوله: " إلا نخسه الشيطان ": أي: طعنه، والمراد: أنه يصيبه بما يؤذيه ويؤلمه حقيقة، ولذلك يبكي، لا كما زعمت المعتزلة أن ذلك تخييل وتصوير لطمعه فيه; كأنه يطعنه ويضرب بيده عليه ويقول: هذا ممن أغواه .

* " فيستهل ": أي: يرفع صوته .

* " صارخا ": أي: باكيا .

* " إلا ابن مريم ": - بالنصب على الاستثناء - ; أي: يطعن كل مولود وقت ولادته، إلا عيسى وأمه، واستثناء عيسى وهو نبي يدل على عموم الكلام السابق للأنبياء أيضا، فقول القاضي بعموم ذلك جميع الأنبياء بعيد ، وهذا لا ينافي فضل غيرهما عليهما; لأن اختصاص المفضول بفضيلة جزئية لا يضر في الفضل، ثم يمكن أن يحمل قول من قال: [ ص: 79 ] لما تؤذن الدنيا به من صروفها يكون بكاء الطفل ساعة يولد وإلا فما يبكيـه منها وإنـها لأوسع مما كان فيه وأرغد على هذا الحديث; لأن الشيطان من أعظم فتنة الدنيا .

* " واقرؤوا إن شئتم ": كأنه مبني على أنه تعالى قد علم أنها تدعو لهما، وأنه تعالى يستجيب دعاءها، فحفظ مريم من طعن الشيطان قبل ذلك. وبالجملة: فالدعاء قد سبق من الشيطان، إما لحفظ الله تعالى إياها إلى أن دعت الأم، أو لأمر آخر، والله تعالى أعلم .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية