صفحة جزء
7161 3382 - (7202) - (2 \ 235) عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أتاكم أهل اليمن، هم أرق أفئدة، الإيمان يمان، والحكمة يمانية، والفقه يمان". " قوله: " هم أرق أفئدة ": أي: قلوبهم أسرع إلى قبول الحق، ولذلك آمنوا، وهاجروا إليه بلا سبق محاربة.
[ ص: 93 ] * " الإيمان يمان ": أصله يمني - بتشديد الياء - للنسبة، ثم حذفت إحداهما، وعوض عنها الألف، وقيل: قدمت إحداهما، ثم قلبت ألفا فصار كقاض ، وعلى هذا فيمانية - بتخفيف الياء - ، وهو المشهور الأصح، وحكي تشديدها على الجمع بين العوض والمعوض عنه. قيل: قال هذا القول وهو بتبوك، وأراد باليمن مكة والمدينة. وقيل: قاله لأن الأنصار أصلهم من اليمن. وقيل: لأن ابتداء الإيمان كان من مكة، وهو من اليمن. قلت: كل ذلك لا يناسب أول الحديث، بل الوجه أنه قال ذلك لأن أهل اليمن أسرع إلى قبوله، وإجابة في طلبه وطلب الحكمة والفقه في الدين; فإنهم آمنوا وهاجروا لطلب الدين بلا سبق محاربة، والله تعالى أعلم. ولعل المراد بالحكمة: علم أصول الإيمان، وبالفقه: علم فروعه، فبين أن الإيمان وتحقيق أصوله وفروعه له اختصاص بأهل اليمن; لما ذكرنا .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية