صفحة جزء
7165 3386 - (7206) - (2 \ 235) عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: " ما نقصت صدقة من مال ، ولا عفا رجل عن مظلمة إلا زاده الله بها عزا، ولا تواضع عبد لله، إلا رفعه الله". وقال ابن جعفر: " رجل أو أحد ، إلا رفعه الله".
* قوله: " ما نقصت صدقة من مال ": قيل: "من " يحتمل أن تكون زائدة;[أي]،: ما نقصت مالا، وأن تكون صلة لنقصت، والمفعول محذوف؟ أي: ما نقصت شيئا من مال، وذلك إما بأن يبارك فيه، ويدفع عنه المفسدات، فينجبر نقص الصورة بالبركة الخفية، وهذا معلوم عادة، أو بأن نقصه لكونه منجبرا بالثواب لا يعد نقصا .

* " عن مظلمة ": - بكسر لام، وجوز فتحها - ، وأنكره بعض، وقيل: - بضم لامه أيضا - يقال لما أخذ من الإنسان ظلما، والمراد: ما جرى عليه ظلما أعم من المال، وجاء بمعنى الظلم. [ ص: 96 ] * " بها ": أي: بهذه العادة التي هي العفو، أو بمقابلة الظلم، أو بسبب تحمله إياها .

* " عزا ": إما في الآخرة، أو في الدنيا; لأن من عرف بالعفو والصفح، ساد وعظم في القلوب، وزاد عزه وكرامته .

* " ولا تواضع ": هكذا في نسخ "المسند" بالاقتصار على لفظ تواضع، والظاهر أن فيه سقطا من الرواة، والذي في مسلم: "وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله تعالى"، ورفعه يكون في الآخرة، أو في الدنيا; بأن يثبت له في القلوب بتواضعه منزلة ورفعة عند الناس، ويمكن إرادة الوجهين في المواضع الثلاثة. قلت: وبالجملة، فالحديث جاء لرفع ما يمنع المتصدق من النقص صورة، والعافي من توهم الذل، والمتواضع من الخفض; ببيان أن هذه الأعمال تؤدي إلى خلاف ذلك، ففيه حث للناس على هذه الأعمال، والله تعالى أعلم .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية