صفحة جزء
1 1 - (1) - (1 \ 2) عن قيس، قال: قام أبو بكر رضي الله عنه فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: يا أيها الناس، إنكم تقرؤون هذه الآية: يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم [المائدة: 105] ، وإنا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه، أوشك أن يعمهم الله بعقابه " .


* قوله: "قام أبو بكر" : أي: خطيبا، وفي رواية: "أنه خطب: إنكم تقرؤون هذه الآية، وتضعونها على غير ما وضعها الله - عز وجل - " كما في رواية، يريد: أنكم تفهمون منها أن النهي عن المنكر غير واجب مطلقا، وليس كذلك، إما لأن العمل به مقيد بما جاء في حديث أبي ثعلبة الخشني: "إذا رأيت شحا مطاعا، وهوى متبعا، ودنيا مؤثرة، وإعجاب كل ذي رأي برأيه، ورأيت أمرا لا يدان لك به، فعليك خويصة نفسك، ودع أمر العوام" هكذا رواه ابن ماجه، وهي أتم الروايات، فلذلك اخترناه.

[ ص: 13 ] وإما لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من جملة ما يكون به إصلاح النفس، ومن جملة الاهتداء، وقد أمر الله تعالى به في هذه الآية بقوله: عليكم أنفسكم [المائدة: 105]، وبقوله: إذا اهتديتم [المائدة: 105]، نعم لا يضر عمل العاصي بعد ذلك إن لم يقدر على إبطاله باليد، فترك الأمر والنهي رأسا ليس مما تدل عليه الآية أصلا، والله تعالى أعلم.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية