صفحة جزء
7191 3412 - (7232) - (2 \ 237) عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أمرت بقرية تأكل القرى، يقولون: يثرب، وهي: المدينة، تنفي الناس كما ينفي الكير خبث الحديد".
* قوله: " أمرت ": على بناء المفعول. [ ص: 109 ] * " بقرية ": باستيطانها، والنزول فيها .

* " تأكل القرى ": أي: تغلبها وتظهر عليها، بمعنى: أن أهلها تغلب أهل سائر البلاد، فتفتح تلك البلاد منها، كذا قيل. قلت: ويمكن أن يكون المراد: أنها تفنيها بانتقال أهل تلك القرى إليها; كما جاء في آخر الزمان، والله تعالى أعلم .

* " يقولون ": أي: أهل الجاهلية لها; أي: إنهم كانوا يسمونها بهذا الاسم، قيل: سميت باسم واحد نزل بها من العمالقة، وكره صلى الله عليه وسلم التسمية به; لدلالته على التوبيخ، فغيره إلى المدينة; من مدن بالمكان: إذا أقام به; للدلالة على أنه محل لثباته، ولثبات المؤمنين فيه، ومعنى: * " هي المدينة ": أي: هي حقيقة بهذا الاسم دون ذاك. حكي عن عيسى بن دينار: أن من سماها بيثرب، كتبت عليه خطيئة ، وذلك لأن التثريب هو التوبيخ والملامة، وكان صلى الله عليه وسلم يحب الاسم الحسن، ويكره القبيح، وأما تسميتها في القرآن بيثرب، فهي حكاية قول المنافقين: والذين في قلوبهم مرض [الأحزاب: 12] .

* " تنفي الناس ": الأشرار، كاليهود; فقد نفوا إلى الشام، والمنافقين; فقد أخذوا أخذ استئصال .

* " الكير ": - بكسر الكاف - : هو المبني من الطين، وقيل: هو الزق، والمبني من الطين هو الكور - بضم الكاف - .

* " خبث الحديد ": - بفتحتين، أو بضم فسكون - .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية