صفحة جزء
7214 3430 - (7255) - (2 \ 239) عن أبي هريرة، قال: دخل أعرابي المسجد، فصلى ركعتين، ثم قال: اللهم ارحمني ومحمدا، ولا ترحم معنا أحدا ، فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال: " لقد تحجرت واسعا"، ثم لم يلبث أن بال في المسجد، فأسرع الناس إليه، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما بعثتم ميسرين، ولم تبعثوا معسرين، أهريقوا عليه دلوا من ماء، أو سجلا من ماء".
[ ص: 122 ] * قوله: " لقد تحجرت واسعا ": أي: منعت الرحمة، وهي واسعة، ومعنى منعت: دعوت بأن يمنعها الله من خلقه .

* " فأسرع الناس إليه ": أي: ليمنعوه من البول فيه .

* " إنما بعثتم ": أي: بعث نبيكم، على تقدير المضاف، أو الإسناد مجاز; لأنه صلى الله عليه وسلم هو المبعوث بما ذكر، لكنهم لما كانوا في مقام التبليغ عنه في حضوره وغيبته، أطلق عليهم ذلك، أو هم مبعوثون من قبله بذلك; أي: مأمورون، وكان ذلك شأنه صلى الله عليه وسلم في حق كل من بعثه إلى جهة من الجهات يقول: "يسروا ولا تعسروا". قلت: ويحتمل أن يكون إشارة إلى قوله تعالى: كنتم خير أمة أخرجت للناس [آل عمران: 110 ] الآية، فيكون ذلك بمنزلة البعث، ويصلح أن يكون هذا هو وجه ما قيل: علماء هذه الأمة كالأنبياء، والله تعالى أعلم .

* " أهريقوا ": هو أمر من أهراق يهريق - بسكون الهاء أو فتحها - .

* " سجلا ": بفتح فسكون - ; أي: دلوا ملئت ماء .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية