صفحة جزء
7249 3460 - (7291) - (2 \ 241 - 242) عن أبي هريرة: أيما صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب، فهي خداج، ثم هي خداج، ثم هي خداج، قال أبو هريرة: وقال قبل ذاك حبيبي - عليه الصلاة والسلام - ، قال: فقال: يا فارسي! اقرأ بفاتحة الكتاب; فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "قال الله - عز وجل - : قسمت الصلاة بيني وبين عبدي - وقال مرة: ولعبدي ما سأل - ، فإذا قال: الحمد لله رب العالمين ، قال: حمدني عبدي، فإذا قال: الرحمن الرحيم ، قال: مجدني عبدي - أو: أثنى علي عبدي - ، فإذا قال: مالك يوم الدين قال: فوض إلي عبدي، فإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين ، قال: فهذه بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل - وقال مرة: ما سألني - ، فيسأله عبده: اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال: هذا لعبدي، ولك ما سألت - وقال مرة: ولعبدي ما سألني - ".
* قوله: " وقال قبل ذلك ": أي: قال هذا الكلام قبل أن أقوله .

* " قال: فقال: يا فارسي! ": قاله بعد أن قال له ذلك القائل: إني أكون أحيانا وراء الإمام; أي: فهل أقرأ خلف الإمام أيضا، أم لا؟ فقال له: لا تترك فاتحة الكتاب وراء الإمام أيضا، لكن جاء في بعض الروايات: "اقرأ بفاتحة [ ص: 140 ] الكتاب في نفسك "; أي: سرا لا جهرا، وكأنه أشار بقوله: "يا فارسي!" أنه لو كان عربيا، لما جهل مثل هذا الأمر، لكنه لكونه فارسيا عجميا خفي عليه ذلك .

* " قسمت الصلاة ": وجه الاستدلال هو أن قسمة الفاتحة جعلت قسمة للصلاة، واعتبرت الصلاة مقسومة باعتبارها، ولا يظهر ذلك إلا عند لزوم الفاتحة فيها، وكأنه لم يستدل بحديث: "فهي خداج"; لأنه ليس بنص في الافتراض، بل يحتمل افتراض الفاتحة وعدمه، فلذلك عدل عنه إلى هذا الحديث .

* " فوض إلي ": أي: أمر آخرته، أو الملك - بكسر الميم أو ضمها - إن قرأ: الحمد لله رب العالمين .

* " لك ما سألت ": خطاب من الله للعبد. ثم لا يخفى ما في الحديث من الدلالة على خروج البسملة من الفاتحة .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية