صفحة جزء
7304 [ ص: 171 ] 3514 - (7351) - (2 \ 245 - 246) عن أبي هريرة: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة، ثم أقبل علينا بوجهه، فقال " بينا رجل يسوق بقرة إذ ركبها فضربها، قالت: إنا لم نخلق لهذا، إنما خلقنا للحراثة"، فقال الناس: سبحان الله! بقرة تكلم! فقال: "فإني أومن بهذا أنا وأبو بكر وعمر - وما هما ثم - ، وبينا رجل في غنمه، إذ عدا عليها الذئب، فأخذ شاة منها، فطلبه، فأدركه، فاستنقذها منه، فقال: يا هذا! استنقذتها مني، فمن لها يوم السبع، يوم لا راعي لها غيري؟"، قال الناس: سبحان الله، ذئب يتكلم! قال: "فإني أومن بذلك وأبو بكر وعمر" - وما هما ثم - .
* قوله: " إنا ": أي: نوع البقر .

* " لم نخلق ": على بناء المفعول .

* " خلقنا ": على بناء المفعول .

* " للحراثة ": أي: للزرع، قيل: أراد أن الدابة تستعمل فيما جرت العادة باستعمالها فيه، وأنه الأولى والأفضل، وإلا فالحصر غير مراد .

* " سبحان الله! ": تعجبا من أمر لا يعتاد وقوعه، لا إنكارا له .

* " فإني أومن ": أي: إذا استغربتم وتعجبتم، فاعلموا أني أؤمن بهذا على وجه لا يبقى معه تعجب بمثله، ولهذا المعنى أتى بالفاء، وفيه أن من كمال الإيمان ألا يبقى تعجب بخوارق العادات; نظرا إلى كمال قدرة الخالق تعالى .

* " وأبو بكر غدا غدا ": هكذا في نسخ "المسند"، والمشهور: "وأبو بكر وعمر" بلا ذكر غدا، فإن ثبت، فلعل المراد: وسيؤمن أبو بكر غدا; أي: إنه سيذكر معه غدا، فيؤمن به على وجه لا يبقى مجال للتعجب أيضا .

* " ثم ": أي: عنده .

* " عليها ": أي: على الغنم. [ ص: 172 ] * " يوم السبع ": قيل: روي - بسكون الباء وضمها - ، فقيل: هو اسم لأرض المحشر; أي: يوم القيامة، ورد بأن الذئب لا يكون راعيا يوم القيامة، وقيل: السبع: الإهمال، وهو إشارة إلى فتن تهمل فيها المواشي، وقيل: هو يوم كان لهم عيدا، فكانوا يشتغلون فيه عن المواشي، والله تعالى أعلم .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية