صفحة جزء
[ ص: 295 ] مسند علي بن أبي طالب

رضي الله تعالى عنه وأرضاه، وجعل الجنة مأواه ومثواه


هو علي بن أبي طالب بن عبد المطلب القرشي الهاشمي، أبو الحسن، أول الناس إسلاما في قول الكثير من أهل العلم.

ولد قبل البعثة بعشر سنين على الصحيح، فربي في حجر النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يفارقه، وشهد معه المشاهد إلا غزوة تبوك، فقال له بسبب تأخيره له بالمدينة: "ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟"، وزوجه بنته فاطمة، وكان اللواء بيده في أكثر المشاهد، ولما آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه، قال له: "أنت أخي"، ومناقبه كثيرة، حتى قال الإمام أحمد: لم ينقل لأحد من الصحابة ما نقل لعلي.

وقال غيره: كان سبب ذلك بغض بني أمية له، وكان كل من كان عنده علم في شيء من مناقبه من الصحابة، بثه، وكلما أرادوا إخماد فضله، حدث بمناقبه، فلا يزداد إلا انتشارا.

[ ص: 296 ] وقد روى له الرافضة مناقب موضوعة هو غني عنها.

قلت: ويكفي في فضله ما صح من قوله صلى الله عليه وسلم: "لأدفعن الراية غدا إلى رجل يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، يفتح الله على يديه"، فأعطاها عليا. وكذلك صح: "أنه لا يحبه إلا مؤمن، ولا يبغضه إلا منافق".

واتفق أهل السنة بعد اختلاف كان في القديم: أن الصواب - في الوقائع التي وقعت بين علي وغيره - مع علي، وظهر ذلك بقتل عمار، ولله الحمد.

قتل ليلة السابع عشر من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية