صفحة جزء
7376 3564 - (7424) - (2 \ 251 - 252) عن أبي هريرة، أو عن أبي سعيد - هو شك، يعني: الأعمش - ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لله ملائكة سياحين في الأرض، فضلا عن كتاب الناس، فإذا وجدوا قوما يذكرون الله، تنادوا: هلموا إلى بغيتكم، فيجيئون، فيحفون بهم إلى السماء الدنيا، فيقول الله: أي شيء تركتم عبادي يصنعون؟ فيقولون: تركناهم يحمدونك ويمجدونك ويذكرونك، فيقول: وهل رأوني؟ فيقولون: لا، فيقول: فكيف لو رأوني؟ فيقولون: لو رأوك لكانوا لك أشد تحميدا وتمجيدا وذكرا، فيقول: فأي شيء يطلبون؟ فيقولون: يطلبون الجنة، فيقول: وهل رأوها؟ قال: فيقولون: لا، فيقول: فكيف لو رأوها؟ فيقولون: لو رأوها كانوا أشد عليها حرصا، وأشد لها طلبا. قال: فيقول: من أي شيء يتعوذون؟ - فيقولون: من النار، فيقول: وهل رأوها؟ فيقولون: لا، قال: فيقول: فكيف لو رأوها؟ فيقولون: لو رأوها كانوا أشد منها هربا، وأشد منها خوفا. قال: فيقول: إني أشهدكم أني قد غفرت لهم. قال: فيقولون: فإن فيهم فلانا الخطاء، لم يردهم، إنما جاء لحاجة، فيقول: هم القوم لا يشقى بهم جليسهم".
* قوله: " سياحين في الأرض ": أي: سيارين; من ساح في الأرض: إذا ذهب فيها. [ ص: 200 ] * " فضلا ": - بضمتين، أو بضم فسكون، أو بفتح فسكون - ، وفضلاء - بالمد - : جمع فاضل; أي: ملائكة زائدين على الحفظة، لا وظيفة لهم سوى حلق الذكر .

* " هلموا ": أي: تعالوا .

* " بغيتكم ": أي: مطلوبكم .

* " فيحفون بهم ": بتشديد الفاء - ; أي: يطوفون بهم، ويدورون حولهم .

* " فيقول الله ": أي: إذا رجعوا إليه; تعريضا للملائكة لقولهم: أتجعل فيها من يفسد فيها [البقرة: 30] الآية .

* " يحمدونك ": بالتشديد - للمبالغة، والتخفيف غير مناسب لما بعده .

* " وهل رأوني ": قيل: تنبيه على أن تسبيح بني آدم أعلى وأشرف من تسبيح الملائكة; لحصوله في عالم الغيب، مع وجود الموانع والصوارف; بخلاف تسبيح الملائكة; فإنه في عالم الشهادة، ولا صارف لهم عنه .

* " الخطاء ": - بالتشديد - للمبالغة; كالعلام .

* " يشقى بهم ": أي: لا يكون محروما من الخير بسببهم، ولما بهم من الكرامة والسعادة .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية