صفحة جزء
7477 [ ص: 236 ] 3632 - (7530) - (2 \ 260) عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " حفت النار بالشهوات، وحفت الجنة بالمكاره".
* قوله: " حفت الجنة بالشهوات، وحفت النار بالمكاره ": هكذا في نسخ "المسند"، والظاهر أن فيه قلبا من بعض الرواة; فإن المشهور عن أبي هريرة وأنس بلفظ: "حفت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات". قال السخاوي في "المقاصد ": متفق عليه، فمسلم بهذا اللفظ من حديث رواه ورقاء، والبخاري بلفظ: "حجبت" في الموضعين من حديث مالك، كلاهما عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة - مرفوعا - ، وهو عند مسلم أيضا من حديث حماد بن سلمة، عن ثابت وحميد، كلاهما عن أنس - مرفوعا - بلفظ: "حفت! في الموضعين، وكذا أخرجه الترمذي، بل رواه القضاعي من حديث إسحاق، عن محمد الفروي، عن مالك، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، كذلك، انتهى. قلت: فمعنى اللفظ المشهور: أن الجنة أحيطت من كل جانب بالمكاره، وجعلت سبل الوصول إليها تحمل المكاره والشدائد على الأنفس; كالصلاة والزكاة والصوم، فلا يتمكن أحد من الوصول إليها إلا بتحمل تلك المكاره، والنار بالعكس، وأما لفظ "المسند"، فإن صح، فمعناه: أنها زينت بها أو ملئت منها، فالجملة الأولى بمنزلة قوله: ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم [فصلت: 31 ]، والنار بالعكس، وهو ظاهر، والله تعالى أعلم .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية