صفحة جزء
7486 3638 - (7539) - (2 \ 260) عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان، والأكلة والأكلتان"، قالوا: فمن المسكين يا رسول الله؟ قال: "الذي لا يجد غنى، ولا يعلم الناس بحاجته فيتصدق عليه". قال الزهري: وذلك هو المحروم.
*قوله: " ترده التمرة ": أي: يرد على الأبواب لأجل التمرة، أو أنه إذا أخذ تمرة رجع إلى باب آخر، فكأن التمرة ردته من باب إلى باب، والمراد: ليس المسكين المعدود في مصارف الزكاة هذا المسكين، بل هذا داخل في الفقير، وإنما المسكين المستور الحال الذي لا يعرفه أحد إلا بالتفتيش; أي: فعليكم أن تفتشوا عنه، وتوصلوا إليه نصيبه، فالحديث للحث على الصدقة على ذلك المسكين بالتفتيش، وبه تبين الفرق بين الفقير والمسكين في المصارف، وقيل: المراد: ليس المسكين الكامل الذي هو أحق بالصدقة، وأحوج المردود على الأبواب لأجل التمرة، ولكن الكامل الذي لا يجد. . . إلخ، ولا يخفى أن هذا المعنى الذي ذكره صلى الله عليه وسلم فيه مراعاة الاشتقاق; فإن المسكين من السكون .

* " والأكلة ": - بضم الهمزة - : اللقمة .

* " فتصدق ": - بتشديد الصاد والدال، وهو بالنصب - جواب النفي .

* " وذلك هو المحروم ": وهو المراد بالمحروم في قوله تعالى: وفي أموالهم حق للسائل والمحروم [الذاريات: 19 ]، والله تعالى أعلم .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية