صفحة جزء
7524 [ ص: 254 ] 3663 - (7578) - (2 \ 263) عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يتمنين أحدكم الموت، إما محسن، فلعله يزداد خيرا، وإما مسيء، لعله يستعتب".
* قوله: " لا يتمنين أحدكم الموت ": نهي بنون الثقيلة، قيل: وإن أطلق النهي على تمني الموت، فالمراد منه: المقيد; كما في حديث أنس: "لا يتمنين أحدكم الموت من ضر أصابه في نفسه أو ماله"; لأنه في معنى التبرم عن قضاء الله في أمر يضره في الدنيا، وينفعه في أخراه، ولا يكره التمني لخوف في دينه من فساد .

* " إما محسن ": هكذا في نسخ "المسند"، وظاهره أنه مرفوع، فالتقدير; لأنه "إما محسن ": - بكسر الهمزة - .

* " فلعله ": أي: فلا يتمنى; لعله يزداد خيرا بالحياة .

* " لعله ": في رواية النسائي: فلعله - بالفاء - هاهنا كما في الأول .

* " يستعتب ": أي: يرجع عن الإساءة، ويطلب رضا الله تعالى بالتوبة، فجملة "إما محسن" تعليل للنهي بتقدير: لأنه; كما سبق الإشارة إليه. وفي النسائي: إما محسنا - بالنصب - ، ويحتمل حمل هذا اللفظ عليه بناء على أن أهل الحديث كثيرا ما يكتبون المنصوب بلا ألف رض عليه أهل العلم في مواضع، وحينئذ فالتقدير: إما يكون محسنا; أي: لا يخلو المتمني إما يكون محسنا، فليس له أن يتمنى، فإنه لعله يزداد خيرا بالحياة، وإما مسيئا، فكذلك [ ص: 255 ] ليس له التمني; فإنه لعله يستعتب، فحمله إما محسنا بمنزلة التعليل للنهي، ويمكن على هذا فتح همزة "أما"، والتقدير: أما إن كان محسنا، فليس له التمني; لأنه لعله يزداد خيرا، فهو مثل قوله تعالى: فأما إن كان من المقربين [الواقعة: 88 ]، والله تعالى أعلم .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية