صفحة جزء
8214 4171 - (8419) - (2\335) عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " من آمن بالله ورسوله، وأقام الصلاة، وصام رمضان، فإن حقا على الله أن يدخله الجنة، هاجر في سبيل الله، أو جلس في أرضه التي ولد فيها "، قالوا: يا رسول الله! أفلا نخبر الناس؟ قال: "إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله، بين كل درجتين كما بين السماء والأرض، فإذا سألتم الله، فسلوه الفردوس، فإنه وسط الجنة، وأعلى الجنة، وفوقه عرش الرحمن، ومنه يفجر - أو تفجر - أنهار الجنة" شك أبو عامر.


* قوله : "وأقام الصلاة وصام رمضان": لعل ترك الزكاة والحج إما لعدم

[ ص: 35 ]

عمومها، أو لأن الحديث كان قبل افتراضهما، وكان من الرواة، والمراد: من فعل ذلك مع الاحتراز عن المحرمات، والمراد بقوله: "أن يدخله"؛ أي: ابتداء، وإلا فمطلق الدخول يكفي فيه الأيمان، ويحتمل أن المراد: مطلق الدخول، فذكر الصلاة والصوم لتعظيم شأنهما، والاهتمام بأمرهما، وبيان أنهما من الأيمان كالجزء الذي لا يرجى دخول الجنة بدونه، والمقصود: بيان عدم افتراض الهجرة والجهاد عينا، فلعل الحديث كان بعد نسخ الهجرة، أو لبيان أن دخول الجنة مطلقا لا يتوقف عليهما، والله تعالى أعلم.

* وقوله: "فإن حقا. . . إلخ "؛ ظاهره أن اسم "إن " نكرة مع كون الخبر كالمعرفة؛ لأن "إن" مع الفعل في حكم المعرفة عندهم، وقد قيل في جوابه: إنه على القلب، ولكن في البخاري: "كان حقا"، فلعل هذا من تصرفات الرواة.

* "للمجاهدين في سبيله"؛ أي: مع الكفرة، أو مع الشيطان والنفس، وحاصل الجواب: أنكم إذا أخبرتم بذلك، يصير سببا لترك الاجتهاد في صالح الأعمال والجهاد، وهو يؤدي إلى تفويت تلك الدرجات، فلا تخبروهم؛ ليحصلوا تلك الدرجات.

وقيل: حاصله أنكم بشروهم بذلك مع بيان درجات المجاهدين؛ ترغيبا لهم فيها، ولا تقتصروا على البشارة المذكورة فقط، ورد بما جاء في حديث معاذ، ففيه: "ذروا الناس يعملوا؛ فإن في الجنة مائة درجة. . . إلخ " رواه الترمذي.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية