صفحة جزء
8396 [ ص: 71 ] 4252 - (8603) - (2\350) عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: " من دخل مسجدنا هذا ليتعلم خيرا، أو ليعلمه، كان كالمجاهد في سبيل الله، ومن دخله لغير ذلك، كان كالناظر إلى ما ليس له".


* قوله : "من دخل مسجدنا هذا ": أراد صلى الله عليه وسلم: مسجده، وتخصيصه بالذكر إما لخصوص هذا الحكم به، أو لأنه كان محلا للكلام حينئذ، وحكم سائر المساجد كحكمه.

* "ليتعلم. . . إلخ ": الكلام فيمن لم يأت لصلاة، وإلا فالإتيان لها هو الأصل المطلوب في المساجد.

* "كالمجاهد": وجه مشابهة طلب العلم بالمجاهدة في سبيل الله: أنه إحياء الدين، وإذلال الشيطان، وإتعاب النفس، وكسر الهوى واللذة، كيف وقد أبيح له التخلف عن الجهاد، فقال تعالى: وما كان المؤمنون لينفروا كافة [ التوبة : 122 ] الآية.

* "ومن دخله لغير ذلك": أي: ممن لم يأت للصلاة كما تقدم.

* "كالناظر": وفي رواية ابن ماجه: "فهو بمنزلة الرجل ينظر إلى متاع غيره"؛ أي: بمنزلة من دخل السوق لا ليبيع أو يشتري، بل لينظر إلى أمتعة الناس، فهل يحصل له بذلك فائدة؛ فكذلك هذا.

وفيه: أن مسجده صلى الله عليه وسلم سوق العلم، فينبغي للناس نشر العلم فيه بالتعلم والتعليم، والله تعالى أعلم.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية