صفحة جزء
8398 [ ص: 74 ] 4257 - (8610) - (2\350 - 351) عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "إن الله - عز وجل - قال: كذبني عبدي، ولم يكن له ليكذبني، وشتمني عبدي، ولم يكن له شتمي، فأما تكذيبه إياي؛ فيقول: لن يعيدني كالذي بدأني، وليس آخر الخلق بأهون علي أن أعيده من أوله، فقد كذبني إن قالها. وأما شتمه إياي، فيقول: اتخذ الله ولدا، أنا الله أحد الصمد، لم ألد".


* قوله : "لن يعيدني كالذي بدأني": جوز بعضهم أن "الذي " يجيء موصولا حرفيا، فإن حمل عليه، فالمعنى: لن يعيدني إعادة مثل البداية، ويحتمل أن الموصول اسمي، والكاف بمعنى على؛ أي: على الوجه الذي بدأني عليه، وفيه بعد؛ لأن مقصوده إنكار الإعادة لا لكون الإعادة، على وجه البداية، والأقرب أن الكاف زائدة، والموصول فاعل بعيد، والله تعالى أعلم.

* "أن أعيده": بدل من "آخر الخلق"، ثم الأقرب أن فيه قلبا، والمراد: وليس أول الخلق؛ أي: الابتداء، بأهون من آخره؛ أي: الإعادة.

* "إن قالها"؛ أي: بأن قال تلك الكلمة، وهي أنه "لا يعيدني"؛ أي: بعد أني أخبرت بأني أعيده، أو المراد: كذب اقتداري على ذلك.

* "وأما شتمه": جعله شتما يقتضي أنه أغلط من الأول، ويظهر ذلك إذا نظر أحد إلى كيفية تحصيل الولد مع تقديس جنابه العلي من أمثال ذلك؛ ولهذا جاء فيه: تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا [ مريم : 90 ] ، وإلا فكل منهما مشتمل على تكذيب وشتم، والله تعالى أعلم.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية