صفحة جزء
22852 9968 - (23361) - (5 \ 396) عن زر بن حبيش قال: تسحرت ثم انطلقت إلى المسجد، فمررت بمنزل حذيفة بن اليمان فدخلت عليه، فأمر بلقحة فحلبت، وبقدر فسخنت، ثم قال: " ادن فكل"، فقلت: إني أريد الصوم، فقال: "وأنا أريد الصوم"، فأكلنا وشربنا، ثم أتينا المسجد، فأقيمت الصلاة، ثم قال حذيفة: " هكذا فعل بي رسول الله صلى الله عليه وسلم"، قلت: أبعد الصبح؟ قال: "نعم، هو الصبح غير أن لم تطلع الشمس"، قال: وبين بيت حذيفة، وبين المسجد كما بين مسجد ثابت وبستان حوط، وقد قال حماد أيضا، وقال حذيفة: " هكذا صنعت مع النبي صلى الله عليه وسلم، وصنع بي النبي صلى الله عليه وسلم".


* قوله: "بلقحة": - بكسر اللام، والفتح لغة -: هي الناقة ذات اللبن.

* قوله: "أبعد الصبح؟ قال: نعم هو الصبح": يمكن أن يحمل الصبح على [ ص: 438 ] الكاذب، والشمس على الصبح الصادق؛ لكونه من آثارها؛ توفيقا بين الأدلة بقدر الإمكان، ويمكن أن يقال: هو الصبح، أي: قريب من الصبح؛ بحيث يصح أن يقال: هو الصبح، وقوله: "غير أن الشمس لم تطلع": لبيان أن الفجر ما طلع بعد، ومنهم من ادعى نسخ هذا الحديث بما لا يدل على نسخه، والله تعالى أعلم.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية