صفحة جزء
8573 4353 - (8791) - (2\366) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المؤمن القوي خير، أو أفضل وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك ولا تعجز، فإن غلبك أمر فقل: قدر الله وما شاء صنع، وإياك واللو، فإن اللو تفتح من الشيطان".


* قوله : "المؤمن القوي"؛ الصبور على مشاق الطاعات.

* "احرص": من حرص؛ كضرب وعلم.

* "واللو"؛ أي: وأن تقول: لو فعلت كان كذا، ونحو ذلك.

* "من الشيطان"؛ أي: تفتح من طرقه طريقا؛ فإنه اعتراض على المقادير.

قالوا: لفظة اللو - بتشديد الواو - أصله "لو" التي هي حرف امتناع، ثم جعل اسما لنفسه بزيادة الواو وإدغامها في الواو الأصلية، وأدخل عليه حرف التعريف للدلالة على أنه اسم.

ثم حاصل الحديث: أنه ينبغي التوسط، فلا ينبغي أن يجعل القدر مانعا من الاشتغال بالأعمال، ولا أنه إذا عجز يأتي بما يوهم انتفاء القدر، وأنه مستقل

[ ص: 120 ]

بفعله، بل ينبغي أن يشتغل أولا بالعمل، وعند العجز يرى أن العجز جاء من جهة القدر، ولا يقول: لو فعلت، لما عجزت، والله تعالى أعلم.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية