صفحة جزء
8610 4372 - (8828) - (2\370) عن أبي هريرة، قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ إذ مرت سحابة، فقال: "تدرون ما هذه؟ "، قال: قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: " العنان، وروايا الأرض، يسوقه الله إلى من لا يشكره من عباده ولا يدعونه، أتدرون ما هذه فوقكم؟ "، قلنا: الله ورسوله أعلم. قال:

[ ص: 129 ]

الرقيع، موج مكفوف، وسقف محفوظ، أتدرون كم بينكم وبينها؟ "، قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: "مسيرة خمس مائة عام"، ثم قال: أتدرون ما التي فوقها؛ "، قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: "سماء أخرى، أتدرون كم بينكم وبينها؛ "، قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: "مسيرة خمس مائة عام"، حتى عد سبع سماوات، ثم قال: "أتدرون ما فوق ذلك؛ "، قلنا: الله ورسوله أعلم. قال:العرش"، قال: أتدرون كم بينه وبين السماء السابعة؛ قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: مسيرة خمس مائة عام".

ثم قال: أتدرون ما هذا تحتكم؟ ، قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: "أرض، أتدرون ما تحتها؛ "، قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: "أرض أخرى، أتدرون كم بينهما؟ "، قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: " مسيرة خمس مائة عام"، حتى عد سبع أرضين، ثم قال: وأيم الله! لو دليتم أحدكم بحبل إلى الأرض السفلى السابعة، لهبط "، ثم قرأ: هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم
[الحديد: 3]


* قوله: "قال: العنان"؛ هو بالفتح: السحاب، جمع عنانة، وقيل:

ما عن لك منها؛ أي: بدا لك إذا رفعت رأسك.

* "وروايا الأرض"؛ الروايا من الإبل: الحوامل للماء.

"الرقيع"؛ قيل: الرقيع: اسم لكل سماء، وقيل: اسم للسماء الدنيا، وعلى الأول وجه التسمية أن كل سماء رقعت بالتي تليها كما يرقع الثوب بالرقعة، وعلى الثاني وجهها أن السماء الدنيا مرقوعة بالنجوم والأنوار. "مكفوف"؛ أي: ممنوع من السقوط بحفظ الله تعالى من أن يقع على الأرض، شبهها بالموج المكفوف في كونهـا معلقة بغير عمد.

* وقوله: "قال: سماء أخرى إلى قوله مسيرة خمس مائة عام": يريد؛ أي: خمس مائة عام آخر مضمومة إلى الأول.

[ ص: 130 ]

* "لو دليتم": بتشديد اللام؛ يقال: دليت الدلو، وأدليتها؛ أي: أرسلتها إلى البئر.

* "لهبط": وفي رواية الترمذي: "لهبط على الله".

قلت: ظاهره يوافق ظاهر قوله تعالى: ألا إنه بكل شيء محيط [فصلت: 54]

وقوله: والله من ورائهم محيط [ البروج : 20 ] ، وهذا لا يدرى ولا يكشف.

وقال الترمذي: فسر بعض أهل العلم هذا الحديث، فقالوا: إنما هبط على علم الله وقدرته وسلطانه في كل مكان، وهو على العرش كما وصف في كتابه. انتهى.

قلت: وبمثله أول نحو قوله تعالى: ألا إنه بكل شيء محيط ، ويؤيده قوله تعالى: وسع كل شيء علما [طه: 98]، والله تعالى أعلم.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية