صفحة جزء
10625 4771 - (11008) - (3\4 - 5) عن أبي سعيد الخدري، قال: بعث علي من اليمن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بذهبة في أديم مقروظ، لم تحصل من ترابها، فقسمها

[ ص: 342 ]

رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أربعة: بين زيد الخير، والأقرع بن حابس، وعيينة بن حصن، وعلقمة بن علاثة، أو عامر بن الطفيل - شك عمارة - فوجد من ذلك بعض أصحابه والأنصار وغيرهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ألا تتمنوني وأنا أمين من في السماء، يأتيني خبر من السماء صباحا ومساء "، ثم أتاه رجل غائر العينين، مشرف الوجنتين، ناشز الجبهة، كث اللحية، مشمر الإزار، محلوق الرأس، فقال: اتق الله يا رسول الله، قال: فرفع رأسه إليه، فقال: " ويحك ألست أحق أهل الأرض أن يتقي الله أنا؟ " ثم أدبر، فقال خالد: يا رسول الله، ألا أضرب عنقه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فلعله يكون يصلي " فقال: إنه رب مصل يقول بلسانه ما ليس في قلبه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني لم أومر أن أنقب عن قلوب الناس، ولا أشق بطونهم "، ثم نظر إليه النبي صلى الله عليه وسلم وهو مقف، فقال: " ها
إنه سيخرج من ضئضئ هذا قوم يقرءون القرآن، لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية".



* قوله : " بذهبة"؛ في "القاموس": الذهب: التبر، ويؤنث، واحدته بهاء ، وكأنه كنى بالوحدة عن القلة.

* "في أديم"؛ أي: جلد أحمر أو مدبوغ.

* "مقروض": هكذا في النسخ؛ أي: مقطوع، والمراد: في قطعة من جلد، ذكره للدلالة على قلة الذهب، وقيل: ولعله مقروظ؛ أي: مدبوغ بالقرظ، قلت: هو كذلك في مسلم.

* "لم تحصل": على بناء المفعول؛ من التحصيل؛ أي: مخلوطة بترابها، غير مميزة منه.

[ ص: 343 ]

* "ابن علاثة": بضم العين المهملة وتخفيف اللام وثاء مثلثة.

* "فوجد"؛ أي: غضب.

* "ألا تتمنوني": ضبط بتشديد التاء الثانية، على أن أصله تأتمنوني - بهمزة

ثم تاء - ؛ من الائتمان: افتعال من الأمانة، قلبت الهمزة تاء، ثم أدغمت في تاء الافتعال كما في اتزر من الإزار، وقد أنكر مثل هذا أهل اللغة والصرف، وقالوا: الصواب إثبات الهمز.

قلت: والأقرب أنه تأمنوني كما في "مسلم"، إلا أنه كتب الهمزة بصورة الياء، فزعم زاعم أنه التاء المشددة، والله تعالى أعلم.

* "غائر العينين": من الغور، وهو الذهاب إلى الباطن.

* "مشرف الوجنتين": الوجنة - مثلثة الواو - : لحم الخد.

* "ناشز الجبهة"؛ أي: مرتفعها.

* "كث اللحية": بفتح الكاف وتشديد المثلثة؛ أي: كبيرها.

* قوله : "أحق أهل الأرض": لأنه أعلمهم، والتقوى على قدر العلم، ثم أحق - بالرفع - مبتدأ، خبره "أنا"، والجملة خبر "ألست".

* "فقال خالد": قد جاء أن عمر استأذن في قتله، ولا منافاة؛ لجواز استئذان

كل منهما على حدة.

* "يكون يصلي"؛ أي: لعله يظهر الإسلام العاصم لدمه، ظاهره: أنه

ما استحق القتل بهذا الفعل.

* "أن أنقب": بتشديد القاف؛ أي: أمرت بالحكم بالظاهر، والله يتولى السرائر.

* "وهو مقف": بتشديد فاء مكسورة؛ أي: مول؛ أي: أعطانا قفاه.

[ ص: 344 ]

* "ها إنه": "ها" حرف تنبيه.

* "من ضئضئ": بكسر ضادين معجمتين بينهما همزة ساكنة، وآخره همزة، وهو أصل الشيء، وجوز بعضهم إهمال الصادين، وهو صحيح لغة، والمعنى واحد، والمراد: قبيلته.

* "لا يجاوز حناجرهم"؛ أي: بالصعود إلى محل القبول، أو بالنزول إلى القلب؛ ليؤثر فيه.

* "يمرقون": يخرجون.

* "من الرمية": بفتح راء وتشديد ياء؛ أي: البهيمة التي ترمى؛ أي: الصيد.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية