صفحة جزء
10633 4779 - (11016) - (3\5) عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أما أهل النار الذين هم أهلها، لا يموتون ولا يحيون، وأما أناس يريد الله بهم الرحمة، فيميتهم في النار، فيدخل عليهم الشفعاء، فيأخذ الرجل الضبارة، فيبثهم - أو قال: فيبثون - على نهر الحيا - أو قال: الحيوان، أو قال: الحياة، أو قال: نهر

[ ص: 348 ]

الجنة - ، فينبتون نبات الحبة في حميل السيل". قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما ترون الشجرة تكون خضراء، ثم تكون صفراء - أو قال: تكون صفراء، ثم تكون خضراء". قال: فقال بعضهم: كان النبي صلى الله عليه وسلم كان بالبادية.



* قوله : "أما أهل النار الذين هم أهلها"؛ أي: الذين جاء القرآن بخلودهم فيها.

* "ولا يحيون"؛ أي: حياة ينتفع بها؛ أي: فهم يعذبون على الدوام.

* "فيميتهم في النار": قد صح هذا، رواه مسلم في " صحيحه"، وابن ماجه، وعلى هذا فمن يدخل النار من المؤمنين لا يعذب إلا لحظة، فلله الحمد على ذلك.

وقال النووي: يميتهم بعد أن يعذبوا المدة التي أراد الله تعالى، وقال: هذه الإماتة حقيقة يذهب معها الإحساس.

وقال القاضي: يحتمل أنه ليس بموت حقيقي، ولكن يغيب عنهم إحساسهم بالآلام، وقال: ويجوز أن يكون آلامهم أخف، والمختار ما قدمناه، والله تعالى أعلم.

* "الضبارة": بفتح الضاد وكسرها - لغتان، أشهرهما الكسر، حتى لم يذكر كثير إلا الكسر، ومعناه: الجماعة.

* "فيبثهم"؛ أي: ينشرهم.

* "الحبة"؛ بكسر الحاء: بذور البقول وحب الرياحين.

* "في حميل السيل"؛ أي: فيما يحمله السيل ويجيء به من طين وغيره،

[ ص: 349 ]

فإذا اتفقت فيه حبة، واستقرت على وسط مجرى السيل، فإنها تنبت في يوم وليلة، فشبه بها سرعة عود أبدانهم وأجسامهم إليه بعد إحراق النار لها.

* "كان بالبادية": حيث يعرف أحوال السيول.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية